في رحلة البحث عن الجمال والأصالة في عالم الخط العربي، برزت خطوط الرقعة والنسخ لتكون رفيقتين حميمتين للكتاب والأجيال المختلفة منذ القدم حتى اليوم. دعونا نتفحص معًا جماليات وهندسة كل منهما بشكل تفصيلي.
خط الرقعة - حيث تتجلى الحرية والكفاءة
يعد خط الرقعة واحداً من أبسط وأنيس الخطوط العربية وأكثرها استخداماً في الحياة اليومية. تتمثل أهم صفاته فيما يلي:
- البساطة والفرادة: يتمتع خط الرقعة بعدم وجود الزخارف الزائدة أو التصاميم المعقدة. يمكن كتابته بطرق مختلفة مثل الأفقي، العمودي، والقطري اعتماداً على تشكيل الحروف وتقاطعاتها. تعتمد المهارة هنا أساساً على إتقان مجموعة معينة من الأحرف الرئيسية والتي قد تؤدي إلى تبسيط عملية كتابة بقية الترتيبات الأخرى.
- التفرد في التوضع: واحدة من سمات الرقعة الأكثر ظهوراً هي طريقة الكتابة فوق مستوى الخط باستمرار باستثناء أحرف مختارة مثل الميم والجيم والعين عند ظهورها وفق نمط خاص يشابه الرقم '7'. وهذا يعد نقطة بارزة مما يجعل تعلم واستخدام الرقعة أكثر قابلية وممكنة مقارنة بأنظمة أخرى مماثلة كالنسخ مثلاً.
- الوضوح والاستقامة: غالباً ما يعرف الرقعة بترابط وحده وانسيابيته الواضحين لأعين القراء بسبب عدم حاجته للتلوين أو إعادة بنائه. إنها تسمح بمشاركة واسعة المدى عبر أنواع عديدة من الوثائق بدءاً بالمكاتبات الانتخابية وانتهاء بملخصات الإعلام الصغيرة المباشرة والشعارات التسويقية وغيرهما الكثير... إنه بلا شك الخيار الأمثل للمعاملات المكتبية الشائعة. كما أنه معروف بأنه حاز على تقدير العديد ممن وصفوه بأنه يحتفظ بشرعية رسم هندسية بسيطة مبنية خصيصا حول ثلاثة عناصر أساسية وهي: الطويلة القطعية ، المنحنيات ، والحلقات البيضاكلدوائر .
خط النسخ - عملاق الطباعة القرأنية والنقش الإسلامي
بعد فترة طويلة نسبياً شهدتها الدولة العباسية، اكتسب خط النسخ ميزة جديدة تحت اسم "النسخة" وتم تطويره خلال حكم آل اتابيك. لقد حل محل النظام القديم -أي الكوفية الصاخبة نوعا ما- ليصبح الآن المعيار الذهبي لمستويات كتاب المصحف الكريم والنحت الدقيق داخل المساجد الإسلامية وكذلك تصميم الواجهات الخارجية لها أيضا! تجسد مزاياه الرائعة الأسفل:
- التماسك الجمالي: رغم سمعته الصعبة نسبيًا والمعقولة بالنسبة للأغلبية، إلّا ان توازن وتنسيق جميع ترتيبات حرفيه جعلتا يقفزان خارج المنافسة بكل فخر وثقة أمام العين البشرية المحبة للحضور المرئي المثالي بدون أي لبس محتمل اثناء عملية التأشير او المقروئية أثناء عملية القرائة المتوافقة معه بكافة انواعها المختلفه.
- القابلية للقراءة: الرغم من كثافة وشدة تركيبة قصيرة الحجم الا انه بات قادرا على نقل معلومات مفصلة ودقيقة نظرا لرؤوسائه المنتشرة بصورة دائرية منتظمة اضافة الي قدرتهعلى اظهار توازن ساحر بين الجزء المرتفع والسطح المضغوط مما منح إيحاء بصري رائع لمنظر نصفه الأعلى شفاف بينما الآخر مكشوف بشكل جزئي فقط وبالتالي مكن الانسان من رؤيتة بفكرته الاولى مباشرة اول مرة يقترب منها عينيه !
- الإرث الثقافي: يرجع الفضل لانشاء تلك النوع الخاص من الأنواع الى شخص اسمه عبد الله حسن بن مقله اي ابن اخ مسؤول كبير مسؤولیتة الاداریة علی فنون الفنون آنذك السيد علاء الدين بن مقله نفسه لكن التاريخ يحمل اقوال مخالفة تماما موضحه بان الفقهاء الأقدميون لدي مدينة الكوفة هم الذين اخذوا عنه ودخلوا مجتمعهم بمايعادل فنا جديدآ واعيد تعريفه مجددآ لاحقا بناءا علی اثر سابق تستدل اليه جذوره المفقوده حالیه اليوم الی أرض الجزیرہ العربیہ الواسعه الحبیبة!
وبذلك نرى كيف نجح هذان الزوجان المتكاملان فى تقديم خدمات متنوعه وإنتاج أعمال مؤرخه مميزة لكل مرحلة تاريخية حملتهم اعناقھا منذ ولادتهم الأولى حتی يوم الناس هذا....