ولد أمية طوقان عام 1911 في مدينة القدس، وهو أحد الشخصيات الاقتصادية البارزة التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الاقتصاد الأردني والعربي بشكل عام. يعد طوقان واحدًا من رواد الفكر الاقتصادي الحديث في المنطقة، وقد ساهم بشكل كبير في تشكيل السياسات الاقتصادية خلال فترة مهمة من تاريخ الوطن العربي.
بدأت مسيرة طوقان الأكاديمية عندما حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإقتصاد من الجامعة الأمريكية ببيروت سنة ١٩٣٤. ثم واصل دراساته الحاصل فيها على ماجستير القانون الدولي العام من جامعة لندن سنة ۱۹۴۲. بعد عودته إلى أرض الوطن، عمل كمحاضر جامعي وشارك بنشاط في الحياة العامة والثقافية للأردن آنذاك.
في الفترة بين ١۹۵۱-۱۹۵۳، تولى رئاسة الوزراء الأردنية مرتين متتاليتين، مما جعله شخصية مؤثرة ليس فقط اقتصادياً ولكن أيضاً سياسياً. خلال هذه الفترة، قاد العديد من الإصلاحات الاقتصادية الهادفة لتعزيز النمو والاستقرار الوطني.
ومن أهم إنجازاته كرئيس للوزراء إنشاء مجلس التخطيط والدراسات الاقتصادية والذي أصبح فيما بعد وزارة التخطيط والتعاون الدولي. هذا المجلس كان له دور حاسم في وضع الخطط والبرامج طويلة المدى لتطوير الاقتصاد الأردني وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
بعد انتهاء ولايته الثانية لرئاسة الوزارة, ظل أمية طوقان نشيطاً في مجال التعليم والبحث العلمي حتى نهاية حياته. استمر في التدريس في الجامعات المختلفة وألف عدة كتب حول موضوعات مختلفة مثل السياسة الخارجية للأردن والحكم الرشيد والمبادرات الاجتماعية.
توفي أمية طوقان عام ۱۹۷۷ تاركاً خلفه تراثاً غنياً بالإنجازات الاقتصادية والفكرية والتي كانت لها تأثيرات دائمة على المنطقة. يعتبر مثالاً يُحتذى به لكيف يمكن للشخص الواحد بموهبة وحكمة قيادة وتوجيه الأمور نحو مستقبل أكثر ازدهاراً ومستدامة.
