كانت الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد رمزاً من رموز الفن العربي الخليجي، وقد تركت بصمتها الواضحة في تاريخ المسرح والتلفزيون المحلي والعربي لمدة تزيد عن نصف قرن. بدأت رحلتها مع الفن في ستينات القرن الماضي واستمرت حتى يوم وفاتهما في عام ٢٠١٨، مما جعل منها واحدة من أهم الشخصيات المؤثرة في المسلسل الدرامي الخليجي بشكل خاص، والفنون العربية عموماً.
ولدت حياة محمد عبد الله الفهد في الثامن عشر من يناير عام ١٩٣٦ بكوت، وتلقت تعليمها المبكر هناك قبل انتقال العائلة إلى السعودية لاحقًا. التحقت بكلية التربية وعملت بعد التخرج كمدرسة لسنوات قليلة لكن شغفها بالتمثيل قادها نحو تحقيق حلم طال انتظاره بإبداع أعمال تلفزيونية ومشاركة في العديد من الأعمال المسرحية الناجحة التي شكلت جزء كبير من تراثها الثقافي الغني.
شكلت وفاة زوجها الكبير الفنان عبد الحسين عبد الرضا نقطة تحول كبيرة بحياة حياة الفهد، فقد أدخلتهما تلك الفترة القاسية لعالم جديد تماما؛ عالم البحث عن الذات ومعرفة مدى قدرتها على مواجهة تحديات الحياة الجديدة بدون وجود الشريك المقرب لها والأب لأبنائهما الأربعة. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة إلا أنها استطاعت الاستمرار والنضوج أكثر فأكثر كشخص وأداء فنّي مميز وجدير بالإحترام والتقدير. حققت حضورا متألقة خلال ثمانينيات وتسعينات القرن الماضي خاصةً عندما شاركت بأعمال شهيرة مثل "درب الزلق"، "الأب الروحي"، وغيرها الكثير والتي مازالت خالدة لدى الجمهور حتى الآن بسبب الإتقان والإخلاص الذى ظهر واضح جدا أثناء تقديم كل شخصية جديدة محبوبة للجمهور.
لم تكن حياتها الشخصية نسيج بسيط كما قد يوحي عليه الأمر عند النظر فقط لإنجازاتها المهنية الهائلة ، إذ تعرضت لحادث سيارة قوي وصعب سنة ١٩٧٧ والذي نتج عنه إصاباتها الخطيرة بل أيضا خسارتها القدرة على استخدام ذراع يديها بشكل طبيعي مما سبب لها بعض المشقات خلال مشوارها المهني ولكن رغم ذلك تمكنت دائماً بتخطي كافة العقبات وكسب قلوب الجماهير عبر ابتسامتها الجميلة وثقتها بنفسها وقدرتها الفائقة علي تجاوز المصائب و مواصلة مساعي نجاحاتها المستمرة والمثابرة فيها .
توفيت حياة الفهد صباح الجمعة الموافق الخامس والعشرين من ديسمبر لسنة ٢٠١٨ نتيجة مضاعفات مرض سرطان الرئة الذي أعلن عنها سابقاً. تاركة خلفها اثار واسعة النطاق داخل المجتمع الفني وخارجه وكان تقبله خبر رحيلقا خبر مؤسف لهذة المؤسسات المناسبة لشخصيتها التأثيرية الملائمة والمحترمة لدي الجميع . ساهم عملها الطويل فى بناء أساطير دراميه رائده وتحقيق سمعة دوليه لبدايتها الوليدة حينذاك ؛ وبذلك تستحق بالتأكيد مكانها بين الأعظم الذين صنعوا تاريخ الدراما العربيه الحديث والمعاصر . إنها بالفعل ليست مجرد اسم آخر ضمن قائمة عظماء المنطقة بل هي ذات تأثير مباشر عظيم أثرت بها نظرت أبناء الوطن لمعنى الانسان الثقافيه والموهبه الأدبيه الأصيله وهو المعيار الأقسم للتقييم للممثل الحقيقي المتعصب للعزيمة والدافع تجاه موهبتهم الذاتي والشامل لكل حواسهم الإنسانية الطبيعية .