تعاني العديد من الطالبات اللواتي يدرسن في بيئات جامعية مختلطة من تحديات تواجه خصوصيتهن الدينية. يُعتبر الاختلاط في حد ذاته محظورا شرعا لما قد يؤدي اليه من مفاسد دينية واجتماعية كثيرة. ولكن عندما تكون دراستك ملزمة، كيف يمكنك التنقل بهذه البيئة؟
الأصل في الإسلام هو عدم اختلاط الرجال بالنساء خارج نطاق العلاقات الزوجية. كلتا الجنسين لهما دور هام داخل المجتمع ولكنهما يعملان بشكل مستقل لتفادي أي احتمالات لإثارة الشهوات والفتنة. يشيد القانون الشرعي بضرورة الاحتفاظ بمكانة خاصة لكل منهما والحفاظ على هذه الحدود الدينية.
إذا كنت مضطرة للدراسة في محيط مختلط، هناك عدة أمور يجب مراعاتها لحماية نفسك والتزامك بالإرشادات الدينية:
1. **تقليل التواصل**: حاول تقليل أي حوارات غير ضرورية مع زملائك الذكور. إنه حقك المشروع أن تبقي المسافة المناسبة وتحدي الحدود التي تراها مناسبة لك.
2. **التعبير الصريح**: بينما يسمح الإسلام بأن تتحدث المرأة أمام الرجل للأسباب الضرورية، يجب أن يكون صوتك واضحاً ومباشراً وليس متملقاً أو مغرياً. هذا يعني أنه ينبغي عليك استخدام صوته صارمة بعض الشيء بدلاً من الناعم أو الضعيف الذي قد يعرض للتفسير الخطأ.
3. **التغطية الكاملة**: تأكد دائماً من ارتداء ملابس محافظة تحجب جميع مناطق جسمك باستثناء الوجه والكفين حسب معظم التفسيرات المعتمدة. وهذا يساعد في الحفاظ على حرمتك الشخصية وتحقيق الانسجام الثقافي والديني داخل الفصل الدراسي.
4. **تحديد الحد الزمني**: حيثما امكن، قللي الوقت الذي تقضيه في البيئات الأكاديمية المختلطة مما سيؤدي أيضاً لتقليل فرص الدخول في مواقف محتملة للإشكالية.
وفي النهاية، رغم الصعوبات، دعينا ندعو الله عز وجل ليخرجكم سالمين ومعافيين ويعوضكم عنه بخيارات أفضل تلبي احتياجاتكم الروحية والأكاديمية بدون تنازلات تهدد إيمانكم وحيائكم الشخصي.
وينبه هنا أيضا إلى أهمية البحث عن حلول أخرى يمكن أن تساعد في الوصول لأهداف التعليم نفسها بطريقة تتماشى أكثر مع القيم والخلفية الثقافية والإسلامية الخاصة بكِ وبالتالي تحقيق رضا الإلاهي وعدم دخول مجال الشبهات والمعاصي قدر المستطاع أثناء فترة الابتلاء تلك قدر الاستطاعة بإذن رب العالمين.
