العُود، تلك الآلة الموسيقية التقليدية الغنية بتاريخها وحكاياتها، هي جزء لا يتجزأ من تراث الموسيقى الشرق أوسطية. يأتي اسم "العُود" نفسه من الخشب الذي يصنع منه جسم هذه الآلة - وهو عادةً صنوبر أرز أو خشب البلوط. أما بالنسبة لأعداد أوتاره، فقد شهدت عبر الزمن تغيرات ملحوظة.
في النسخ الأصلية للعُود، كان يحتوي على أربع أوتار فقط. ولكن مع مرور الوقت، تحولت لتشتمل الآن عادةً على إما أحد عشر أو ثلاثة عشر وترًا. جميع الأوتار زوجية باستثناء الأخير منها والذي يبقى مفردًا. تعتبر العُود واحدة من مجموعة الأدوات الموسيقية الخشبية ذات القوام المخروطي ذو الرقبة الطويلة. تتميز بمكانتها الخاصة في العديد من الثقافات العربية والإسلامية القديمة، بدءاً من سوريا ومرورًا بفلسطين وليبيا وانتهاء باليمن والعراق وإيران وأكثر من ذلك بكثير.
تاريخياً، يرجع أقدم ذكر رسمي للعُود إلى القرن التاسع ميلادي حين وصف المؤرخ المسلم أبو علي القالي أنها تحتوي على أربع أوتار فقط. ومنذ ذلك الحين، توسعت شعبية استخدام هذا النوع من الآلات الموسيقية واتساع نطاقها حتى وصلنا إلى الشكل الأكثر انتشارًا اليوم: ستة أزواج من الأوتار مما يعني وجود اثني عشرة وترًا إضافيًا للأوتار المفردة لإعطاء مجموع قدره ثلاثة عشر وترًا.
أما فيما يتعلق بنصائح شراء عود جيد، فإن عدة عوامل يجب أخذها بالحسبان. اولا، الحجم والشكل هما أمران مهمّان جدًا؛ إذ أنه بينما قد تكون الأحجام المختلفة متاحة للاختيار، إلا ان لكل نوع خصائص صوت فريدة خاصة بها تستحق التجربة والاستماع إليها قبل الشراء النهائي. ثانياً، الجودة والمواد المستخدمة لصناعة العود تلعب دور حيوي للغاية للحفاظ على طول عمر الآلة والحفاظ على نقاء الصوت. يجب البحث أيضاً عن المتانة والقوة والأداء الاستثنائي أثناء عملية العزف.
وفي الأخير، يستحق التعرف أكثر حول جذور العزف على العود نفسها. وفقاً للتقاليد التاريخية والمعاصرة، فإن الفنان العربي الشهير "ابن سريح"، يعتبر رائداً لمدرسة العزف الأولى باستخدام هذه الآلة الرائعة. وبفضل جهوده وبقية رواده الذين سبقوا زرياب وما لحقهما من مغني وملحنون عرب قدماء، أصبح الع Oud معروف عالمياً كرمز خالد لعظمة الفن العربي التقليدي.
