في يوم الثلاثين من شهر يوليو عام 1998، خسر العالم العربي فنانًا كبيرًا ومبدعًا بارزًا يُعتبر أحد عمالقة الفن المسرحي والسينيمائي المصري والعربي. إنه الفنان القدير والممثل المخضرم فريد شوقي، صاحب الشخصية الجذابة والأداء التمثيلي الفريد. وافته المنية عن عمر يناهز الثمانين عامًا بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والإبداعات التي تركت بصمة واضحة في مجال التمثيل والدراما المصرية.
ولد محمد محمود عبد العزيز يوسف - الاسم الحقيقي لفريد شوقي - في الرابع عشر من ديسمبر عام 1918 بالقاهرة لعائلة فقيرة تنحدر من محافظة الدقهلية شمال مصر. نشأ وسط ظروف مادية صعبة إلا أنه كان يتمتع بشخصية قوية وحب للفن دفعته منذ صغره إلى الانخراط في العديد من النشاطات الثقافية والفنية بالمدرسة. لم يكن الأمر مجرد هواية بالنسبة له؛ فقد شعر بإمكانياته الفائقة ورغبته الجامحة في تحقيق نجاح وتميز فيهما.
كانت بداية مشواره الفني صادقة ومنغلقة حين قرر دخول معهد الفنون المسرحية سنة ١٩٤١م وتخرج منه بتقدير امتياز ليسجل اسمه كواحد مما عرف بالنخبة الأولى من طلاب المعهد العريق آنذاك. وقد لفت نظر الجمهور لأدائه الرائع أثناء دراسته عندما شارك بدور صغير ببرنامج إذاعي شهير وقتها وهو برنامج "ساعة لقلبك". كانت تلك البداية السلسة لتكوين قاعدة متابعة محلية وعربية واسعة جعلت الجميع يراقب خطواته ويتوقع منها الكثير مستقبلاً.
بعد انتهاء فترة الدراسة مباشرةً، بدأ العمل مع فرقة رمسيس المسرحية للمخرج زكي طليمات حيث ظهر موهبته الطبيعية أمام جمهوره الأول بشكل مباشر وبقوة وذلك عبر تقديمه لدور البطولة ضمن عدة أعمال مسرحية هامة مثل "اللص والكلاب" و"الأرض" وغيرهما والتي كللت جميعاً باحتفاء نقدي وإقبال جماهيري غير عادي. ومع ذلك، سرعان ما أصبحت الشاشات الصغيرة والكبيرة وجهته الرئيسية لنقل مواهبه الغنائية والتعبيرية لما تتمتع به هذه الوسائل الجديدة من انتشار أوسع ولاقتها الأكبر عند المشاهدین العرب بمختلف بلدان الوطن العربي الواسع آنذاك. وفي غضون سنوات قليلة فقط حقَّقَ النجم الصاعد مكانة مرموقة داخل الصف الأول للفنانين الأوائل وأصبح معروفًا باسم "ملك" الأفلام التاريخية نظرا لجماهريتها الهائلة وسلاسل الجزء المتعدد الناجحة لها والتي استطاعت اختطاف جزء مهم جدًا من اهتمام الجمهور لمدة طويلة مقارنة بالأعمال الأخرى المنتجة خلال ذات الفترة الزمنية نفسها.
لم تكن أفلامه كثيرة ولكن تأثيرها وشهرتها تجاوز الحدود القومية المحلية ليحقق بذلك إنجازا يعكس ثراء تجربته الواقعيين وفرادتها في تصوير المجتمع المصري بكل طبقاته ونفاقاتها الاجتماعية المختلفة رغم بساطتها الظاهرية فوق سطح الحدث العام إلا أنها تحمل بين طياتها تحليل اجتماعي ثقافي واقعي سهل الوصول للإنسان عامة خاصة أولئك الذين عاشوا نفس البيئات الشعبية البسيطة والتي ربما شاهدوها بنفس عدسات عدسات عدستيه الخفية المؤمنة بأن لكل شخص قصة وجوانب مظلمة قد تختلط فيها الحقائق بالحقيقة المقنعة أكثر! وهذا يفسر سبب اقبال الناس عليها حتى اليوم رغم مرور سنين على إنتاجها الأصلية أصلاً!، ولعل فيلم "ابن حميدو"، الذي تعاون فيه سوياً مع زوجته الراحلة القديرة هند رستم والذي يعد واحدا من أشهر أدوار حياته إن لم يكن الأكثر شهره بالفعل ، خير دليلٍ علي صدق وصفنا السابق فهو عمل آثر تأثيراً كبيراً لدى جمهور الفيلم وصناع صنعه بالتالي بحضور مميزة لرؤية شخصية كوميديا مثالية تجمع بين الذكاء الذاتي والشجن الشعوري الإنساني الخاص بروحه الطيبة . كما يجسد دوره فى مسلسل تلفزيوني درامي تحت عنوان 'الشحاته' جانب آخر مليء بالعبرة وقد تم عرضه فور انتشاله حالياً ولكنه مازال يحصد نسب مشاهدة جيدة حتّى الآن ويعد علامة فارقه أخرى تساهم توسيع دائرة حب ورواج مسارك الفني الممتد الثابت الراسخ علي مر الزمن فعلا وليس ادعاء حسب رأيي الشخصي الخاص كمعجب ومتابع لصناعة فن جميله مثل فنكم هذا تمام الإتقان المستدام بلا انقطاع او ضجر للحظـــة !
وفي الآونة الأخيرة قبل اعتزال عالم التمثيل نهائيآ بعد مرور قرن على الميلاد خرجت لنا مجموعة مؤلفاته الشعرية اضافة الي الروائية "الطيب اللي فيَّ", وهي رواية تصنف جنسه الأدبي ضمن نوع الأدب النفسي الاجتماعي الواقعي أيضًا تستعرض فيها قدرة كبيرة للتلاعب بخيوط الحبكة والقصة بطريقة مبهرة للغاية تخطف قلب القاريء منذ اللحظة الاولی وتجعله يسافر معه عبر تفاصيل تلك الرحلات القصصية داخليا وخارجيا ترسم رسم تشريح حي صادق للأحداث مجسد دور الإنسان الحالي بكافة جوانبه وآليات التفكير الخاصة بها سواء كانت إيجابيّة أم سلبيه بغض النظر عن مدى شدة تقلبات مزاجیه وتحولات نفسيته نحو أي اتجاه بالحياة فضلا عن تناول بعض المواقف الإنسانية العامة المصورة لشكل الحياة المزدحم بالسكان هناك برمتها وما تبعها أكثر. وعلى الرغم من كون معظم الأعمال cinematic المبنية عليه تعتمد شكل التشويق لكن روناق فريدهُ توحدتميزت خصوصيتها الفريدة التي تؤكد وجود اختلاف واضح حول كيفية التعامل بين عناصر مختلفة كتلك الموجودة مجتمعة بهذا السياق لتبين لنا باناس مهارات جديدة يمكن الاستفاده منها مستقبلآ لتحرير المزيد من قصص البشر بواسطة مخيلة قلم مفكر مدروس جيداً كال작가آن هنا واستخدام اسلوب خاص تماما يحافظ على حقوق حقوق المختلقين المُشاركين بجواركا مُطهِّرمٌ ذرف دموع وداع اخيره القدر لهم دوما..
وبذلك تكون خلاصة حياة الفنان الكبيرة قد خلفت خلف سيرته الذاتيه تراثا ثقافيا شامخاً يؤرق قلوب أبنائنا حاليًا بسبب عدم نيل تكريم مناسب تجاه خصائص ميوله وطموحاته المهنيه اللافته للعالم الخارجي بالإضافة لحالة المد والجزر المتواصل بشأن فهم طبيعتها الفريده هذه أيضا نظرا لكثرت أشكال وقوالب التجربة الترفيهية الحديثة المنافسة لسابق سبقية قدمتهم ولم تعد قادرة وحدها على جذب إنتباه الشباب بما يكفي اثارة دهشتِـَه وكسب اعجاباته كاملة مرة واحدة مثل الماضي زمان زمان ....فهؤلاء عباقروتْ هم مثال يحتدى بهم يستلهمونه دومًا لطرائق التعامل المثلى مع الصعود المهني الشعاعي كذلك فيما يخص المجالات التجارية المختلفة الأخرى أيضا ..إلى اللقاء يا سيد فريد شوقى...لن ننساكي ابداً!