يمكن تعريفه للمسرحية بأنها شكل فني أدبي يعتمد بشكل أساسي على التمثيل الحي أمام جمهور مباشر، بهدف نقل رسالة فنية وأدبية معينة باستخدام الحوار والإيماءات والحركات الجسدية. وتعود جذور هذا النوع الأدبي إلى العصور القديمة عند اليونان وروما، حيث كان يُستخدم كمكان لإقامة الاحتفالات الدينية والتعبير السياسي والمجتمعي.
تتكون المسرحية عادةً من عدة عناصر رئيسية تساهم في تشكيل بناءها الفني وشكل تقديمها للجمهور. هذه العناصر يمكن تلخيصها فيما يلي:
النص المسرحي (السيناريو)
يتضمن نصاً مكتوباً يشمل حوار الشخصيات والأحداث والقصة العامة للمسرحية. غالباً ما يتم كتابته بواسطة مؤلف واحد ويعتبر أساس العمل المسرحي كله.
الشخصيات
هي الأطراف التي تقوم بالأداء التمثيلي وتمثل مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية ضمن القصة. لكل شخصية دور محدد وملامح نفسية وسيكولوجية تميزها عن الأخرى.
الإعدادات والمؤثرات البصرية (الديكورات)
تلعب دوراً هاماً في خلق جوّ خاص بالموقع الزماني والمكاني للأحداث داخل النص. تتضمن استخدام الخلفيات والديكورات الثابتة والحركية لتوضيح البيئة المحيطة بكل مشهد مسرحي.
الملابس والمكياج
تساعد في تحديد هوية الشخصية موضحة طبقتها الاجتماعية ووضعيتها النفسية وحالتها الاجتماعية عبر اختيار ألوان وأشكال مختلفة لزي كل ممثل حسب متطلبات دوره.
الصوتيات والموسيقى التصويرية
تقوم بتعزيز الانفعالات الداخلية للشخصيات وتحقيق الوصل بين المشهد الحالي وباقي أحداث المسرحية الشاملة. ويمكن استعمال موسيقى تصويرية مصاحبة للحوار أو أغاني فردية لشخصية معينة للتعبيرعن حالة معينة خلال سير الحدث.
الإضاءة والضوء المؤثر
يتعلق بإدارة الضوء واستخدامه لتحسين الرؤية لأفعال الممثلين وتعزيز التأثير النفسي والعاطفي لدى الجمهور أثناء مشاهدتهم للعروض المختلفة. قد يستخدم المبدعون ذوي المهارة التقنيات المتقدمة لإظهار تأثيرات خاصة مثل تأثير الشمس الغاربة أو ضوء القمر الهادئ وغيرهما.
حركة الجسم وإشاراته (إلقاء اليد والقدمين)
تشير إلى كيفية تحكم الممثلين بحركات أجسامهم وردود فعلهم تجاه الأحداث التي تمر بهم والتي تساعد بدورها على زيادة عمق الصورة المعروضة على خشبة المسرح وفهم دواخل وجدان شخصيات الرواية المقدمة لهم مباشرة مباشرة مما يجعل جمهورا أكثر مشاركة فيها.
بهذه الطريقة يمكن فهم طبيعة فن العرض المسرحي وكيف أنه ليس مجرد سرد للقصة؛ بل تجربة كاملة تحتوي على العديد من التفاصيل المصممة خصيصا لجذب اهتمام المشاهد وتفاعله مع محتواه بما يعزز قيمة الرسائل المنشودة منه وهو الأمر نفسه ينطبق أيضا حين نقرأ رواية جيدة! إن دراسة تلك العناصر تسمح لنا برؤية العمق خلف أي عمل مسرحي معروف ومعرفة سبب نجاح بعض الأعمال وانكسار البعض الآخر رغم وجود قصة مشتركة تقريبًا بين جميعها .
