يعدّ آلة الكمان واحدةً من أكثر الآلات الموسيقية شهرةً وشعبيةً حول العالم. تنتمي هذه الآلة إلى عائلة الوتريات، وتُستخدم بشكل أساسي في الفرق الفيلهارمونية والعزف المنفرد. يعود تاريخ ظهورها إلى القرن الخامس عشر الميلادي في إيطاليا، ثم انتشرت تدريجياً لتلقى رواجاً كبيراً بين موسيقيي مختلف الثقافات والمناطق. يتميز التصميم التقليدي للكمان بصندوق صوت خشبي منحني الشكل مزود بخمس حبال ووترتين صغيرتين للتحكم في ضبط الصوت يدويًا. بالإضافة لذلك، يمتلك رقبة طويلة رفيعة ذات رأس مائل مميز يساعد العازفين على عزف نغمات مرتفعة وبسهولة.
تتكون أجزاء وآليات عمل آلَّة الكمان من عدة عناصر رئيسية منها: الصدر الرئيسي الذي يشكل الجزء الأمامي الأكبر للأكلة ويُسمى أيضا الغطاء السفلي؛ أما الظهر فهو الجانب الخلفي الذي يحافظ على شكل الجسم المكّون للصوت داخل الآلة وهو عادة مايكون مصنوعا من خشب خفيف الوزن مثل الأرز الأحمر ذو النعومة والقوة الجيدة التي تسمح بتوليد أصوات غنية ومفعمة بالحياة عند اهتزازه أثناء العزف؛ كما تلعب الحافة الداخلية دور مهم جدا لعمل الآلة وذلك لتوفير مساحة تخزين لحبال الآلة فضلا عن كونها العنصر المسؤول عن تعزيز صدى الترددات المرتفعة للنغمات المطروقة عليها بواسطة اليد اليمنى للعازف عبر استخدام الأوتار بحركة سريعة ودقيقة لإنتاج جميع درجات الصوت المرغوب فيها حسب مقاييس الموسيقى المختلفة سواء كانت طبقية أم متوالية أم متفرقة وغير ذلك الكثير مما يساهم بسحر هذا الفن الرائع حقا!
وعلى الرغم من تعدد أنواع الكمّان إلا أنها تتبع قاعدة التصميم العام نفسها مع اختلاف طفيف فيما يتعلق بعدد الحبال وحجم الصندوق وخفة وزنه ليناسب الاحتياجات المتنوعة لمختلف البلدان والثقافات المحلية لكل منطقة جغرافية عالمية مختلفة. ومن أشهر تلك الأنواع : الكمان الكبير المستخدم عادة بغرض التسجيل والاستديوهات المسرحية؛ وكمان فلامنكو والذي يستخدم أساسا بموسيقى الإسبانية الروحية والأندلسية القديمة; وكذلك النوع الألماني الأكثر شيوعا والمعروف باسم فيونا دويتشه والتي قد ترجع جذور اسمها نسبة لعائلة Duetsch الذين طوروا طريقة جديدة لصنع الأحزمة الخاصة بها خلال القرن الثامن عشر . وهناك ايضا انواع اخري مشتهرة اخذتها كل دولة علي سبيل المثال الصين اليابانية الأمريكية الفرنسية البريطانية وماإليهما ...
وفي النهاية ، فإن تعلم كيفية لعب هذا الدويتو المجنح ليس بالأمر الهين ولكنه بالتأكيد مغامرة تستحق التجربة مليئة بالإنجازات الجميلة عندما تتمكن أخيرا من رسم عبارة موسيقية مؤثرة باستخدام تلك الأقواس الذكية لتحويل أشكال الموجات المكانيكية للمواد الطبيعية المدروسة جيدا لنسماتها بديع جمال روح البشر تحت سقف واحد يسمى الفن .. فن الحياة.. فن التعامل بروح جميلة مع ألوان الطيف الواحد ولكن بطريقة مختلفة تمام الاختلاف !!