يقف فن التصميم عند مفترق طرق بين الخيال والإبداع والتقنية العملية، فهو ليس مجرد هواية، بل حرفة تتطلب مزيجاً فريداً من المواهب التقنية والفنية. هذا المقال سيستعرض معالم هذه الرحلة المشوقة، بدءاً بتحديد ماهيته ومروره بمجالاته العديدة وانتهاءً بالعناصر الرئيسية فيه.
مفهوم فن التصميم:
هو عملية إصدار أعمال مرئية تعبيرية تجذب العين وتعكس جمال الفكرة عبر عناصر جمالية كاللون والفضاء والشكل. هدف المصمم هو تنسيق هذه العناصر بطريقة تكمل رسالة المنتج النهائي سواء كان كتاباً، موقع إلكتروني، حزمة طعام، بناءً، أو حتى مشهد طبيعي.
مجالات واسعة:
يتنوع نطاق فن التصميم بشكل كبير، ويتضمن العديد من التخصصات الدقيقة منها؛ الفن التشكيلي الضمني في الرسومات والأعمال المنحوتة, التصوير بكلا الصورتين الثابتة والمتحركة, الهندسة المعمارية التي تُعنى بإعطاء المباني شكلاً جماليّاً مميزاً بالإضافة لتوفير الوظائف العمليّة اللازمة لها. كذلك فإن مجالَي التصميم الداخلي والهندسة المناظر الطبيعيَّة يساهمان بنفس القدر الكبير في إبراز الجمال الخاص بكل منهما. أما بالنسبة لتصميم الغرافيك فقد توسَّع كثيراً ليصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية وهو واضح للغاية في وسائل الإعلام المطبوعة والرقمية.
العناصر المحورية:
- الخطوط: تلعب دورا رئيسياً في تحديد العلاقات البصرية داخل الأعمال الفنية وهي قادرةٌ على توليد مشاعر القوة والاستقرار والعاطفة اعتمادًا على زاويتها وحركتها وصفائها الظاهر.
- الأشكال: ينتج عنها عن اصطفاف الخطوط وقد تشمل المثلث الدائر والمربع والتي تحمل دلالاتها الخاصة لدى الجمهور المستهدف.
- الألوان: يمكن تصنيفها وفق ثلاث خصائص رئيسية هي: Saturation (الكثافة) Hue (درجة اللون) Value (القيمة). تقوم الألوان بربط المشاهد بالمشاعر والتجارب الشخصية لكل لون مما قد يدفع أيضاً نحو التركيب العام للإطار العام للدعاية المرئية لأي مشروع تطلع إليه عين المُشاهد.
- الفراغات: تسمح التجليات الفارغة للإنسان باستيعاب التفاصيل الموجودة ضمن المنطقة التي يحتلها الجسم الرئيسي للشكل المقابل له داخل حدود الصورة الأكبر حجماً. تؤدي الفراغات دوراً هاماً كمولد للحركة وخاصة عندما يتم استخدام تلك المناطق البيضاء لإعادة توجيه النظر باتجاه نقطة إيصال المركز الرئيس للنصوص المكتوبة داخله.
- الملمس: يقصد به خواص سطح العنصر المادي نفسه بغض النظر عما إذا كانت مواد ثقيلة الوزن أم خفيفته نسبياً وسواء أكانت خشنة او ناعمة المظهر الخارجي. تساهم بصورة مباشرة بخلق الانطباعات حول مدى سهولة التعامل معه واستخداماته الواقعية المنتشرة حاليًا.
وسائل صنع الفن:
يمكن تقسيم أدوات إنشاء الاعمال الفنية الى قسمين هما المواد الجافة والسائلة بما فيها اقلام رصاص وكربون وطباشير ملون وشمع وكذلك الحبر وأقلام ماركر وأنواع دهانات متعددة ذات مظاهر وملمسات مغايرة تماماً. تعتبر الفرشاة وزوايا وضع اليد أثناء الرسم أدوات حيادية لكنها مهمة جدًا لتحقيق التأثير المرجو حسب حالة الحالة الذهنية للفنان خلال اللحظة الحرجة لإنجاز قطعة جديدة . علاوة علي ذلك تأتي لوحات ألوانه المعدة للاستخدام إضافة لاسطح مصنوعة من ورق ومنسوجات وخشب و بلاستيك وكريستال وحتى لوحات قماش تمثل جسورا ممتدة بين أفكار الناس وعقولهم وعوالم الاحساس لديهم . ولا يعد الامر أقل أهمية حين نتحدث أيضا ببرامج الكمبيوتر المعروفة ببرنامج Adobe Photoshop وAdobe Illustrator وهذه الأخيرة تعد الأولى من نوعها المختصة أساساً باستخدام خطوط هندسية ثنائية وثلاثية ابعاد فضلاً عن مجموعات برنامج Corel Draw الشهيرة والذي يستخدم بكثافة بواسطة مصممين Grafic Desginer لما توفره لهم امكانيات تحرير رائعة لاحدث الابداعات الحديثة.
وفي الأخير يجتمع جميع مكونات علم الفن حول أمر واحد وهو "الجهد البشري" فالابتكار مدعاة للسعادة حقا ولكنه بالتأكيد ليس نتيجة ظاهرة وليدة لحظه وليدة لحظه انفعال صادفه الشخص المؤثر ولكنها رحلة طويلة تستحق كل يوم جديد مليئ بالأفراح الصغيرة الصغيرة بينما ترتقي روح صاحب القرار ذاته نحو آفاق أعلى فأعلى برفقة انجازات حققتها قوة تفكيره ورغبته الداخلية المدربة تدريب خاص جدا تحت اشراف خبراء التعليم العالميّين العالميين!