صفية مصطفى محمد العمري؛ ممثلة مصرية بارزة تُعتبر واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ السينما المصرية. وُلدت في مدينة المحلة الكبرى بمصر عام ١٩٤٩ لعائلة كبيرة تضم ست أخوات. منذ الطفولة، اكتسبت مهارات موسيقية متميزة حيث تعلمت العزف على آلة الكمان ورقص الباليه. وبعد الحصول على درجة بكالوريوس تجارة من جامعة الإسكندرية، انغمست عمري في عالم الصحافة ككاتبة ومراسلة.
في بداية مشوارها المهني، دخلت بوابة فن الرقص الشرقي والتمثيل عبر الانضمام لفريق "باليه القاهرة". وبفضل موهبتها الطبيعية وشخصيتها المفعمة بالحياة، سرعان ما برزت في المشهد الثقافي المصري. جاء لقائها مع الفنان جلال عيسي والذي تحولت إليه لاحقًا لتكوِّن معه أسرة مؤلفة من طفلَيْن؛ ولديها وليد وأحمد. رغم انتهاء زواجهما، ظل تركيزها ينصب بشكل رئيسي نحو تحقيق أحلامها الفنية.
انتقلت حياة صفية العمري المهنية لدوران جديد عندما رشحها المخرج الكبير رمسيس نجيب لأداء دور مميز بمقدمة فيلم "العذاب فوق شفاه تبتسم" عام ١988 مما فتح أبواب الفرص لها أمام العديد من الأدوار الرائعة التي قامت بها لاحقا والتي جعلتها محط اهتمام الجمهور العرب. امتدت مسيرة العمري إلى أكثر من قرنٍ واحدٍ حيث شاركت بنحو 100 عمل سينمائي ودرامي ومسرحي متنوع.
من أهم أعمالها كان مشاركتها بدور رائد ضمن سلسلة مسلسلات "ليالي الحلمية"، والذي يُعد واحداً من أشهر الأعمال التلفزيونية الخالدة في التاريخ المصري، بالإضافة لمشاريع أخرى هامة كتلك الخاصة بكلٌّ من أفلام "على باب الوزير"، و"إنا اللي قتلنا الحنش". وتميَّز كل عمل منها بتنوع شخصيته وجاذبية محتواه الدرامي ورؤية جريئة نحو المواضيع الاجتماعية المختلفة آنذاك مما عزز مكانة الصفوة لدى جمهورها الواسع ولم يترك له مجالا للتساؤل حول صدق موهبتها الاستثنائية.
وعلى الرغم من أنها استمرت أيضا كمذيعة إذاعية ومعلمة للغات أجنبية حسب شهاداتها العلمية إلا إنَّ بصمتها الأكبر كانت حتما بالمجالات الترفيهية والإعلام المرئي خصوصاً حين تم تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة تقديرا لإرث فعاليتها الإنسانية وكريم خلقها خارج الشاشة أيضًا. إنها حقاً إحدى أيقونات السينما المصرية وأكثر النساء تمكيناً الذين شكلتهم البلاد ذات مرة!
