ولدت فاطمة رشدي يوم الخامس عشر من نوفمبر عام ١٩٠٨ في مدينة الإسكندرية الجميلة بمصر، لعائلة معروفة بحبها للفن والإبداع. كانت لأختيْها أيضًا مساهماتهما الخاصة في هذا المجال، فكانت إنصاف رشدي ورتيبة رشدي جزءًا من المشهد الفني المصري أيضاً. بدأت رحلة فنّانة شابة متعطشة لإظهار موهبتها عندما شاركت في أول عمل مسرحي تحت إشراف الفرقة الشهيرة "أمين عاط الله". من هنا انطلق نور موهبةٍ سوف تضيء ساحات المسرح والسينيما المصرية لسنوات عديدة قادمة.
قدمت فاطمة رشدي أعمالًا بارزة ومؤثرة في عالم العروض المسرحيّة التي أسرت الجمهور وجذبتهم نحو خشبة المسرح. بعض هذه الأعمال تشمل "القناع الأزرق"، و"الحرية"، بالإضافة إلى دور البطولة الكبير الذي لعبته في مسرحيتي "الصحراء" و"النسر الصغير". أما عالم السينيما فقد شهد حضورها اللافت عبر العديد من الأفلام الناجحة والتاريخية مثل فيلم "فاجعة أعلى الهرم" عام ١٩٢٨، والذي يُعد واحدًا مما يزيد عن ثلاثين عملاً غطت مسيرتها الفنية الطويلة والمتميزة. ومن أشهر أفلامها الأخرى 'تحت سمائنا' (١۹۳۳)، 'السعاداة الى النهاية'(۱۹۴۱). وفي بداية الخمسينات قدمت واحدة من أهم الأدوار في تاريخ الدراما المصرية وهي شخصية "أمينة" ضمن الفيلم الرومانسي الدرامي الشهير "دعوني اعيش".
بالإضافة لما سبق ذكره فإن لها بصمه واضحه علي الشاشة البيضاء كونها منتجه أيضا ،حيث قامت بإنتاج عدة افلام منها : الهارب وثمن السعادة . كما أثبتت مهاراتها كمخرجه تلك كانت ظاهرة بشكل واضح أثناء قيامها بتوجيه وإخراج بعض الأعمال الهامة كتلك المتعلقة بـ" زقاق المدقق"". ومع مرور الوقت وتطور تجربتها استطاعت تحقيق مكانتها بين صفوة الممثلات والفنانات في عصرهن.
وبالرغم من اعتزالها الحياة العامة قبل عقد الثمانينيات إلا أنها لم تغيب طويلا حيث وافت المنيه سنة ۱۹۹۶ وبلغ حينذاك سن الثمان وسبعين عاما تاركه خلف كل ذلك تراث ثقافي وفني ضخم يستحق الاحترام والإعتراف به. ومازالت ذكرى إسهاماتها والإنجازات التي تحققت تحت رعايتها حيّه حتى اليوم تعكس مدى تأثيرها الابداعي الجارف داخل المشهد الثقافي العربي والعالمي كذلك.