ناهد جبر، اسم لامع في تاريخ الفن المصري؛ مخرجة وممثلة متعددة المواهب تركت بصمة واضحة في عالمي السينما والمسرح. ولدت ناهد جبر في القاهرة عام ١٩٣٧ لتكون واحدة من أبرز النساء اللواتي ساهمن بشكل كبير في تطوير وتحديث الصناعة الفنية المصرية خلال فترة زمنية حاسمة.
بدأت مسيرتها كراقصة في فرقة رقص محلية قبل أن تلفت انتباهها إلى التمثيل والإخراج. انضمت جبر إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، مما ساعدها على اكتساب مهارات ومعرفة عميقة بالأداء أمام الكاميرا وعلى خشبة المسرح. بعد تخرجها، بدأت مشوارها الاحترافي مع مجموعة متنوعة من الأفلام والتلفزيونيات التي عرضت موهبتها الطبيعية كممثلة ماهرة وقادرة على حمل الأدوار الرئيسية.
لكن ما ميز رحلتها حقًا كان انتقالها نحو الإخراج السينمائي والمدرسي. قدمت العديد من الأعمال الرائعة والتي أثرت بشدة على المشهد الثقافي المصري والعربي. فيلم "الطريق" عام ١٩٦٤ يعد أحد أمثلة أعمالها البارزة والذي تناول قضايا اجتماعية حساسة بطريقة مبتكرة وجريئة بالنسبة لتلك الفترة الزمنية. كما أشرفت أيضًا على عدة إنتاجات تلفزيونية هادفة مثل مسلسل "الندوة".
لم يقتصر تأثير ناهد جبر على الشاشة فقط بل امتد ليشمل التعليم الفني أيضًا. عملت بكفاءة عالية كأستاذة جامعية في قسم الدراما بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، مستخدمة خبرتها الواسعة لنقل معرفتها ورؤيتها للممارسات الدرامية للأجيال القادمة. هذا بالإضافة إلى مشاركتها النشطة في المناسبات المحلية والدولية المتعلقة بالنقد الفني والسيناريوهات، حيث كانت صوتًا مؤثرًا ودافعًا رئيسيًا للتغيير نحو نظرة أكثر انفتاحاً للأدب والفيلم العربي.
توفيت ناهد جبر عام ٢٠٠١ تاركة خلفها إرثًا غنيًا ومتنوعًا يُذكر دائمًا بحبه واحترافيته وإخلاصه للحرفيين طوال حياتها المهنية الطويلة والمزدهرة. إن إسهاماتها الهائلة في مجالَيْ التمثيل والإنتاج جعل منها رمزًا حيويًّا ودائم التأثير لكل الفنانين العرب الذين يحلمون بتحقيق مكانتهم الخاصة ضمن التاريخ الشامل لصناعة الترفيه والثقافة العامة لدينا جميعا.
