يُعدّ الإعلامي والمؤلف العراقي يونس بحري أحد أبرز الوجوه البارزة في المشهد الثقافي والإعلامي العربي. يمتاز بحري بخبرته المتراكمة وتعدد مواهبه التي تجعله شخصية متعددة الأوجه. فهو ليس مجرد مذيع راديو ومنشئ محتوى فيديو فحسب، بل هو أيضًا كاتب يُبدع في تقديم القصص والشعر، مما يعكس رؤيته الفنية الفريدة.
ولد يونس بحري في بغداد، العراق عام ١٩٦٨. نشأ محاطاً بثقافة غنية ومتنوعة ساهمت بشكل كبير في تشكيل شخصيته الإبداعية. بدأ مسيرته المهنية كصحفي يعمل مع إذاعة بغداد، مُواكباً بذلك تراث البلاد الغني بالإذاعات وأدت دورها الريادي منذ خمسينيات القرن الماضي. لاحقاً، انتقل إلى قناة الجزيرة القطرية الشهيرة ليصبح جزءاً أساسياً من فريق عمل برنامجي "الجزيرة مباشر" و"الرأي".
تتميز أسلوبية بحري الإعلامية بتقديم الأخبار بطريقة جذابة وغامرة. يتمتع بأداء صوتي مميز ونبرة عميقة تعزز من فعالية رسائله. كما أنه معروف بقدرته على تحليل المواضيع السياسية والمعاصرة بدقة وتحليل شامل، وهو ما جعل منه مرجعاً موثوقاً للمشاهدين المهتمين بالأخبار الدولية والعربية.
بالإضافة إلى تألقه الإعلامي، يحظى بحري بتقدير كبير كمؤلف شعري وروائي. صدر له العديد من الأعمال الأدبية التي تُظهر براعته في نسج القصص وتعابير اللغة المؤثرة. روايته الأولى "العراق.. حكاية وطن"، التي نشرت عام ٢٠١٢، تعد انطلاقة قوية لكتابه الروائية وهي تحكي قصة وطن مضطرب مليئة بالعبر والحكمة الإنسانية.
وفي الجانب الشعري، أثبت يونس قدرته على التعبير عن مشاعر متنوعة عبر قصائد تحمل بصمة خاصة به تتسم بالحزن والأمل والتفاؤل. واحدة من أشهر مجموعاته الشعرية هي "أوراق مبعثرة"، والتي تضمنت مجموعة متنوّعة من الأشعار التي تناول فيها موضوعات مختلفة منها الوطن والحياة اليومية والعلاقات الشخصية.
إن تأثير يونس بحري خارج نطاق الحدود الجغرافية للعراق يؤكد مكانته بين الكتاب والإعلاميين العرب الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الإعلام والثقافة الحديثة للمنطقة والعالم العربي بشكل عام. إن رحلة حياته الطويلة والمثمرة تنضح بالحب للتواصل الشفهي والشفوي وبحرص كبير نحو تسجيل التاريخ واللحظات الحاسمة للأمة العربية وخلاصة الخبرات البشرية المرتبطة بها ارتباطا وثيقًا.
