يتميز فن الشعب المصري بتعدد أشكاله وتنوعها الثقافي العريق الذي يعكس تاريخ البلاد الغني والحياة اليومية لمواطنيها. يعتبر هذا التراث الفني جزءًا لا يتجزأ من هوية مصر الوطنية ويشكل نواة للتبادل الثقافي بين مختلف مناطق العالم. تتضمن هذه الأنواع الفنية مجموعة واسعة من التقاليد المحلية التي تعبر عن روح المجتمعات المصرية بطرق فريدة ومبتكرة.
يُعد الغناء الطربي أحد أهم أنواع الفن الشعبي المصري، والذي يتميز بالأداء الموسيقي الدقيق والألحان المتناغمة. يُستمد هذا النوع من الفن من الأنماط التقليدية للموسيقى العربية الشرقية ويتضمن موضوعات متنوعة مثل الحب والفراق والتفاؤل بالإنسانية. كما يلعب "العود" دورًا بارزًا كآلة رئيسية في أغاني الطرب المصري.
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر القصص الشعبية مصدر إلهام رئيسي للفن التشكيلي والمجسمات اليدوية في مصر. تصور هذه الأعمال الفنية قصصَ وأساطير تاريخية وحكايات خرافية قادرة على إمتاع الجماهير عبر الأجيال. يستخدم الحرفيون المواد الطبيعية مثل الخشب والخشب الرقائقي والمعادن لتشكيل منحوتات خشبية مذهلة وجذابة بصريًا.
وفي مجال الأدب الشفهي، تتمتع مصر بتاريخ ثري يشمل الشعر والنثر والشعر النبطي، والتي تعتبر بمثابة مرايا للعادات الاجتماعية والقيم الأخلاقية للأسر المصرية القديمة وحديثًا أيضًا. تلعب هجرة سكان الريف إلى المدن دوراً مهماً في تنوع الحياة الثقافية، إذ يساهم كل مجتمع ريفي بنكهته الخاصة في المشهد الفني العام للمدينة.
لا يمكن الحديث عن الفنون الشعبية بمصر بدون ذكر رقصة التنورة الشهيرة التي تعد واحدة من أكثر الرموز شهرة وثباتا لدى الجمهور العالمي منذ عقود مضت. تجسد حركات الرقصة البراعة الرياضية والاستعراضية للجسد الانسيابي للسيدة الماهرة، بينما تضفي موسيقى المصاحبة طابع الفرح والإثارة للحاضرين.
ومن الجدير بالملاحظة أنه رغم تغييرات الزمن واحتمالات عصرنة بعض ملامحه، إلا إن الفن الشعبي المصري ما زال يحافظ على مكانته باعتباره رافدا أساسياً لعملية تبادل الأفكار والثقافات داخل حدود الوطن وخارجه أيضا. فهو ليس مجرد انعكاس جمالي لحاضر البلاد فحسب بل أيضاً مرآة صادقة لفرائد الماضي وصوغ لبصائر المستقبل الواعد بإبداعات جديدة تسجل اسم مصر ضمن دائرة متألقة عالمياً للإبداع الإنساني الخاص بكل بلد عربي وإقليمي ودولي بما فيها عاصمة العرب القاهرة! إنها حقاً لمسة سحر ذهبية لكل الذين يهتمون بحماية وإنماء رصيدتنا الفكرية والعمرانية الذهنية والعلائقية بغض النظر عمّا قد يبدو لنا الآن من اختلاف حول تفاصيل معايير تقدير تلك القيمة غير القابلة للاستهلاك وزوال تأثيرها الإيجابي خلال أي فترة ممكنة مستقبلاً نظرا لقصور نظر البشر وفلسفته عند الحكم عليها بشكل مؤقت وغير مقنع أثناء عرض صور مشاهداتها الواقعية المرئية والسماعية أمام ناظريه مباشرة حالياً فقط... ولكن بعد حين سينظر إليها جميع أفراد الدولة المصرية كوطن موحد محتضن لإنتاجاته الفكرية المنوعة على اعتبار أنها ملك عام لكافة شعبه الوطنيّ الغيور بوحدة مصيره وسعي بلا كلل نحو تحقيق آماله المعلنة سرٍّ وعلنٍ فوق أرض مباركة تحفل بالأحداث التاريخية الرائجة التي تستحق الوقوف التأمل والرصد العلمي والديني كذلك!