كانت مديحة كامل واحدة من أشهر وأبرز الفنانات المصريات، والتي تركت بصمة واضحة لا تُمحى في تاريخ الفن العربي. ولدت عام 1926 في القاهرة، وبدأت رحلتها الفنية منذ سن مبكرة عندما شاركت في العديد من المسرحيات المدرسية. لكن انطلاقتها الحقيقية كانت مع دخولها عالم الأفلام السينمائي.

تميزت مديحة كامل بشخصيتها القوية وسحرها المؤثر أمام الكاميرا، مما جعل منها نجمة بارزة في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. قدمت مجموعة متنوعة من الأدوار التي تنوعت بين الرومانسية والدراما الاجتماعية والتاريخية، ولعبت دور البطولة جنبًا إلى جنب مع كبار نجوم عصره مثل عمر الشريف وأنور وجدي. كما برزت أيضًا في مسرحيات تلفزيونية عدة وحققت شهرة واسعة عبر الشاشة الصغيرة.

أسهاماتها الفنية لم تكن مقتصرة فقط على التمثيل؛ بل امتدت لتشمل التأليف والإخراج التلفزيوني أيضًا. حقّق مسلسل "الناس اللي تحت" الذي كتبت سيناريو حلقاته، نسبة مشاهدة عالية واحتفاء نقدي كبير عند عرضه لأول مرة سنة ١٩٧٠. بالإضافة لذلك، أسست شركة إنتاج سينمائية عرفت باسم «سينما الكونتنت» رفقة زوجها محمد كريم وذلك لتعزيز قدرتها الإنتاجية ومشاركتها بشكل أكثر فعالية في الصناعة.

على الرغم من اعتزالها العمل الفني لفترة خلال ستينات القرن الماضي بسبب الأمراض الصحية التي تعرّضت لها، إلا أنها عادت بعد ذلك لاستكمال مشوارها الناجح حتى نهاية حياتها عام ١٩٨٣ تاركة خلفها إرثا فنيا غنيا يشهد بدعم الجماهير المستمر له حتّى الآن. إن تراث مديحة كامل ليس مجرد ذكرى لعصر زاهر بحسب رأي النقاد, وإنما هو مصدر إلهام للأجيال الجديدة للفنون المصرية والعربية عموما.