ولد الراحل حكمت وهبي يوم 20 يناير عام 1952 في مدينة بطمة الشوف الواقعة في محافظة الشوف جنوب شرق العاصمة بيروت. نشأ في عائلة درزية قدمت الكثير لقطاع الإعلام والثقافة في لبنان. برز وهبي كممثل مشهور ومعروف عبر شاشة التلفزيون اللبناني والعربي، بالإضافة إلى مهاراته البارزة في مجالي الغناء والإلقاء الشعري.
شهدت بداية رحلته الفنية مشاركات متعددة مع فريق مسرح الساعة العاشرة الذي أسسه الفنانان الكبيران بيار جدعون وإدمون حنانيا. تعاون الفريق في تقديم أعمال درامية كوميدية استعرض فيها وهبي موهبته المميزة بتقمصه لشخصيات مختلفة بشكل مضحك وفريد. سرعان ما سلطت هذه التجارب الضوء على مواهبه المتنوعة، مما فتح له أبواب القنوات الإذاعية والتليفزيونية المختلفة ليصبح من ألمع نجوم الفن العربي خلال حقبة الثمانينات.
أسهمت جهوده المكثفة في تطوير الأداء الصوتي للإذاعات المحلية بنشر نغماته الخفيفة التي أدخلت طابعاً جديداً عليها غير معتاد لدى المستمعين الذين اعتادوا على اللغة الفصحى سابقاً. انضم لاحقا إلى شبكة إذاعات قارية مرموقة مثل مونتي كارلو وراديو فرنسا الدولي CRI، حيث ترك بصمات واضحة لا تزال محفورة بذاكرة الجمهور الأوروبي كذلك شرقه.
تجسد موهبة وهبي الزاخرة بمجموعة أغانيه المنفردة التي لحّنت بكلمتها سطور رومنسية جذابة تجذب قلوب عشاق الموسيقى التقليدية والألحان الحديثة أيضا؛ ومن أبرز إنتاجاتها الخاصة: أنت وحيدتي, يا سفره, ونطروني, وتمارا... وغيرها كثير! أما بالنسبة لأعماله الشاشة، فكانت الأكثر تأثيرًا حين شارك بدور البطولة أمام النجمة القديرة هند رستم ضمن فيلمٍ حمل عنوان ''آخر الصيف'' صدر عام ١٩٨٠ والذي يعد واحداً من أكثر أفلامها شعبية وانتشار واسعي الانتشار وقت طرحهما بالسوق المحلية والخليجية خاصة السعودية والسورية..كما ظهر كضيف شرف ضمن عدة أعمال أخرى مثل مسلسل "وبقى الحب" ودوره المؤثر كـ"مرسال الهوى" بالإضافة لديه تعددت ظهوراته الدعائية لإعلانات متنوعة تمتلك قاعدة كبيرة لعشاق سيارت هواوي Hyundai .
لكن القدر ألزم هذا الفنان بالمغادرة المبكر بفعل المرض،حيث أصيب بسرطان غادر بفروة رأسه وهو يعيش خارج وطنه الأم بسبب وظيفته بالحكومة الفرنسية والتي ابتعد عنها مؤقتآ لرؤية نهاية الأمر داخل أرض الوطن ،وعند انتقال روحهه الجسمانية للأبد جاء مولودٌ جديدٌ للعائلة يدعى جاذئ وهو نفس الاسم المستخدم حالياً بإحدى محطّات تلفزيونية شهيرة بلغته الام بالعاصمة اللبناينة وصاحب تأثيرات ثقافية مثمرة تشابه تلك الآباء المغتربين منذ عقود خلت!