ولد إلياس كرم عام ١٩٤٠ في حلب بسوريا لأسرة ذات خلفية فنية غنية. منذ طفولته المبكرة، برزت موهبته الفنية المتعددة المواهب بما فيها الغناء والتلحين والعزف على آلات موسيقية متعددة منها العود والبيانو. يعتبر جزءاً أساسياً من الحركة الثقافية والفنية التي شهدتها مدينة حلب خلال القرن الماضي.
تأثر كرم بشدة بالتقاليد الموسيقية الشرق أوسطية التقليدية، وقد امتزج هذا التأثير مع ميوله نحو الألحان الحديثة والموسيقى العالمية مما جعل منه صوتاً فريدا ومتميزاً. بدأ مسيرته الاحترافية مبكراً عندما انضم إلى إذاعة دمشق كمطرب وباحث عن تراثنا الشعبي والأدب العربي. استمر تعاونُه الوثيق مع البرامج الإذاعية حتى شبَّك علاقات قوية داخل الوسط الفني السوري وبدأ يؤلف ويغني الأعمال الخاصة به والتي حققت انتشارا واسعا وشهرة واسعة النطاق.
ليس فقط بسبب قدراته الصوتية الاستثنائية ولكن أيضا لمساهماته الواضحة في تطوير وتجديد الآليات الموسيقية للساحة السورية. عمل إلياس كرم بشكل كبير على دمج عناصر موسيقى العالم المختلفة مثل الجاز والإيقاعات الأفريقية وغيرها ضمن مقطوعاته الأصلية مستخدما بذلك الترسانة الموسيقية الغنية للتراث المحلي. هذه العملية الفريدة أسفرت عن خلق أعمال مبتكرة ومتنوعة تحمل بصمة شخصية واضحة ومعاصرة في الوقت ذاته.
بالإضافة للغناء والتلحين، فقد قام بتعليم العديد من الطلبة الشباب الذين أصبحوا لاحقا مبدعين معروفين بأنفسهم، وذلك يعكس تأثيره المستمر وأصالته عبر الزمن. رغم مرور سنوات عديدة على بداية مشواره الفني، ما زالت أغانيه تحتل مكانة مميزة لدى الجمهور السوري والعربي عموما لتجمعها الجمالي بين الأصالة والمعاصرة.
وبهذا يمكن القول إن حياة وفنون الفنان الكبير إلياس كرم هي شهادة على الروابط العميقة بين الماضي والحاضر والمستقبل بالموسيقى العربية والسورية خاصة. لقد ترك بصمة دائمة ستستمر بإلهاء الاجيال القادمة بموهبته وإرثه الثمين.