رحلة رواد مدرسة التجريد: رحلة الفن التكعيبي نحو الثورة الفنية

ظهرت مدرسة الفنون التعبيرية المعروفة باسم "التكعيبية" كواحدة من أكثر الحركات فكرية وأثرًا خلال القرن العشرين. أسسها الفنانان الإسباني فرانسيسكو دي غوي

ظهرت مدرسة الفنون التعبيرية المعروفة باسم "التكعيبية" كواحدة من أكثر الحركات فكرية وأثرًا خلال القرن العشرين. أسسها الفنانان الإسباني فرانسيسكو دي غويا والإيطالي بابلو بيكاسو, وقد شهد هذا الاتجاه الفني انقلاباً جذرياً في عالم التصوير الحديث. بدلاً من تقديم المنظور التقليدي للصورة, حاول الرواد هنا تبسيط الأشكال الطبيعية إلى أبسط عناصرها الهندسية.

كان الهدف الرئيسي للتكعيبية هو تحدي المفاهيم الشائعة حول الواقعية البصرية. فقد ركزت هذه الحركة على تحليل الأشياء والأشكال بكيفية تفكيكية، ثم إعادة تركيب تلك التفاصيل بطرق جديدة ومبتكرة. بالتالي, بدلاً من رسم العالم كما نراه مباشرة, سعى التكعيبيون لإظهار العلاقة بين المشاهد والموضوع من زوايا متعددة.

من أهم الأعمال التي تعكس روح حركة التكعيب هي لوحة "Les Demoiselles d'Avignon" لبابلو بيكاسو والتي تعد واحدة من أولى التجارب البارزة لهذه الحركة. بالإضافة لذلك، ساهم جورج براك وجورج سيورا وغيرهما الكثيرين بتقديم رؤاهم الخاصة والتجارب الجديدة داخل إطار التكعيبية، مما أدى لتطور عدة أنواع فرعية مثل التحليلية والتخليقيه والكولاجيه.

إن تأثير مدرسة التكعيبية لم يقتصر فقط على مجال الرسم والنحت, ولكنه امتد أيضاً ليشكل أساس العديد من المدارس الفنية الحديثة والمعاصرة بما فيها الدادا والسريالية وفن التسعينات الغامضة. إن الجرأة والشجاعة النقدية لفلسفة هذه الحركة جعل منها نقطة تحول حقيقية في تاريخ الفن العالمي.


إسلام الصمدي

7 مدونة المشاركات

التعليقات