تعد الربابة واحدة من أشهر وآلات الموسيقى الشعبية التقليدية التي تتميز بها الثقافة الشرقية، والتي تمتد جذورها إلى العصور القديمة. هذه الآلة المؤلفة من ثلاثة أوتار مصنوعة بشكل تقليدي من رقبة خشب وصدّادة جلدية، ويعتبر اللعب عليها فناً أصيلاً يحتاج للكثير من المهارة والصبر. يعود أصل الربابة إلى العصر الإسلامي المبكر، وكانت تُستخدم أساساً لأداء الألحان الشعبية والتراثية، كما كانت جزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية المختلفة.
في الماضي القريب، كان الحرفيون المحترفون يقومون بصناعة الربابات يدوياً باستخدام مواد طبيعية مثل الأشجار والثمار الطرية لإنتاج صدادات الجلد. هذا النوع من الصناعة يتطلب خبرة كبيرة ومعرفة عميقة بمبادئ الصوتيات لتحقيق توازن مثالي بين الجمال الفني والجوانب العمليّة للموسيقى.
على الرغم من ظهور العديد من الأنواع الحديثة للأدوات الموسيقية، ما زالت الربابة تحظى بشعبية واسعة بين الفنانين والموسيقيين العرب الذين يحاولون الحفاظ على التراث الفني العربي الأصيل وتقديمه بطريقة جديدة ومبدعة. تستخدم الربابة عادة في أنواع مختلفة من الموسيقى بما فيها الفلكور الشعبي والشعر الغنائي والأغاني الرومانسية.
مع مرور الوقت، تطورت طرق العزف على الربابة لتشمل استخدام النغمات المتعددة والنطاق الواسع للقواعد الموسيقية. اليوم، يمكن سماع صوت الربابة بكل براعة سواء في البيئات الريفية الهادئة أو المسارح العالمية الكبيرة ضمن فرق متكاملة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. إن قدرتها على نقل المشاعر الإنسانية عبر نغماتها الخلّابة جعل منها رمزا حيويا للتقاليد العربية والعالم العربي ككل.