بدأت مسيرة العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، الغنائية برشاقة مميزة عندما أدى أول أغانيه الرسمية "لقاء"، من تأليف صلاح عبد الصبور ولحن كمال الطويل، عبر الإذاعة المصرية عام 1951. لكن بداية الطريق لم تكن سهلة دائمًا؛ فعلى الرغم من نجاح بعض أعمالها مثل "على قد الشوق" (1954) و"صافيني مرة" (1953)، إلا أنها واجهت مقاومة أصابت البعض بسبب ابتعاده عن الأنواع التقليدية للحن والموسيقى.
عام 1953 أيضًا شهد أول ظهور حي لعبد الحليم حافظ أمام جمهور كبير في حدثٍ تاريخي حضره آلاف الأشخاص في حديثة الأندلس ضمن مهرجان أضواء المدينة الشهير بمصر. وفي تلك الفترة تحديدًا، ظهرت إحدى أشهر أغانيه الرومانسية المعبرة "أنى أتنفس تحت الماء"، وهي تعكس عمق المشاعر الإنسانية وتجارب الحب المؤثرة.
كلمات هذه القصيدة الجريئة للمؤلف الشعري القدير عمر أبو ريشة تناجي فيها المحبوب بقولها: "إن كنتَ صديقي فلْساعدْ/ كي أفارقهُ، وإن كنتَ حَبِيبي// فإنَّ هَذا الحِبِّ خطرٌ جدًا/ وما أحبت". يعبر هذا العمل عن حساسية وعاطفية فريدة لـعبد الحليم حافظ جعلتها تُعتبر واحدة مما لا يُنسى إلى يومنا هذا.
خلال فترة خمسينات وستينات القرن الماضي، شاركت العديد من الأفلام الناجحة لصناعة السينما المصرية بلوحات موسيقية هادفة لفنانه المُلهمة والذي أصبح فيما بعد معروفًا باسم "العندليب الأسمر." منها فيلم "الوداع"(١٩٥٣), الفيلم الترفيهي الأخاذ"بائعة الخبز" ( ١٩٥٤ ), بالإضافة لأعمال أخرى تركت علاماتها الخاصة داخل ذاكرة المجتمع الثقافية الشعبية آنذاك وبين المتابعین الیوم أيضا.
يتضمن تراث عبد الحليم حافظ مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأعمال البارزة الأخرى بما في ذلك "نحنا كان فين؟", ," على قد الشوق ", , , , , , وغيرها الكثير مما شكل جزء أساسي مما يعرف بالمدرسة الغنائية الحديثة لتلك الحقبة الزمنية الهامة للتاريخ المصري والعربي بشكل عشري كذلك. واحتفلت مصر والعالم العربي بفنه وإرثه الكبير عقب رحيله المفاجئ المرعب بحزن شديد خلال العام السبعة وأربعون ومئتين ومئتين وخمسة وخمسون ميلادي حيث ظلت ذكرياته نابضة بالحياة ولغات التواصل الاجتماعي تتذكرها باستمرار حتی الآن بجلاء واضح وصلابة متينة وسط عالم الفن الراقي الذ.