صباح فخري، الاسم الحقيقي صبحي أبو قوس، هو أحد ألمع نجوم الفن والموسيقى السورية والعربية. ولد هذا العملاق في مدينة حلب الرائعة بتاريخ 2 مايو عام 1933. بدأ رحلته مع الموسيقى عندما انضم إلى المجمع العربي للموسيقى بحلب قبل انتقاله للدراسة في المعهد العالي للموسيقى بدمشق حيث تخرج سنة 1948.

لم يتوقف اكتشافاته عند حدود بلاده فقط، فقد توجه بعد ذلك إلى القاهرة بمصر لاستكمال تعليمه تحت رعاية أهم أساتذة الموسيقى آنذاك. وبفضل موهبته غير العادية، بدأ يقيم حفلات موسيقية داخل سوريا وفي جميع أنحاء العالم العربي بالإضافة إلى الأوروبيين والأمريكيين. وكانت البداية الرسمية لحفلاته الأولى كانت في العام نفسه (1948) وذلك أثناء أدائه للغناء في إحدى الاحتفالات بفندق الرئاسة بدمشق برفقة الرئيس شكري القوتلي.

لطالما كان صوت صباح فخري مميزاً ومثيراً للإعجاب، مما جعل منه شخصية مؤثرة ليس فقط في عالم الفن ولكن أيضا في المشهد السياسي والثقافي عامة. حكم عدة مواقع هامة مثل عضوية مجلس النواب اللبناني لفترة معينة نيابة عن الفنانين، ومنصب نقابة الفنانين السوريين وكذلك منصب نائب رئيس الاتحاد للفنانين العرب. كما برز أيضاً كمدير للمهرجان الخاص بالأغنية السورية. وكان قد حصل على وسام ثقافي تونسي تقديرا لإنجازاته الفنية من يد الرئيس السابق للحكومة التونسية الحبيب بورقيبة في عام ١٩٧٥ .

وبالنسبة لأعماله الأدبية والتسجيلات الصوتية الخاصة به والتي تعتبر جزءاً أساسياً لتاريخه الثري ، فقد صدر عنه مجموعة متنوعة من الأعمال تشمل "جاءت معذبتي"، ""املأ لي الأقداح"," يا مال الشام", وغيرها الكثير والتي تعد مرجعا ثابتاً حتى اليوم لكل هواة الأداء الغنائي الأصيل.

كما أنه نشر كتاب يحمل اسم "صباح فخري : سيرة وتراث". كتب هذا الكتاب الكاتب والإعلامي السوراني الشهير الدكتور شذى نصار والذي يعرض جوانب مختلفة من حياة صبح الحياة الشخصية والفنية بشكل مفصل وموثق عبر مقابلات مباشرة معه. يحتوي الكتاب على أكثر من ثلاثمائة صورة نادرة وكلمات الأشعار القديمة المتنوعة التي قدمها خلال مشواره الفريد.

هذه مجرد لمحات قصيرة عن المسيرة الغنية للراحل الكبير صاحب الأغلى ذكريات ومعاني: صباح فخري!