يُعتبر الفن ظاهرة إنسانية قديمة تعكس تأملات الحياة اليومية والقيم المجتمعية بطرق متنوعة ومتنوعة. يمكن تصنيف فناني الحاضر بشكل رئيسي تحت مظلتين واسعتين؛ هما "الفَنّ التَجريدي" والفَنّ التِشْكيلِي". هاتان المدرستان الفكريتين لهما جذورهما العميقة في التاريخ الحديث وتتميزان باتجاه مختلف نحو خلق الجمال والمعنى. دعونا نتعمق أكثر لفهم الاختلافات الرئيسية بينهما.
ما هو الفن التجريدي؟
الفَنُّ التَجريدي، المعروف أيضًا باسم (Abstract Art)، هو شكل من أشكال التعبير البصري الذي يستند إلى استخدام الأشكال والألوان والإيحاءات دون التركيز على إنشاء نسخة دقيقة للواقع المادي. هدف هذا النوع من الفن ليس تقديم صورة مباشرة لما نعرفه من الأشياء ولكن استكشاف الأفكار الخيالية والمفاهيم المجردة باستخدام الوسائل الفنية المنفصلة عن الرؤية الواقعية. غالبًا ما يتمتع الفنان التجريدي بحرية كبيرة لتفسير وفهم عمله الفني، مما يجعله مليئًا بالغموض والتأويل الشخصي.
الأمثلة العالمية الشهيرة للفن التجريدي:
- لوحة "Blue Star" لجوان ميرو (عام 1927).
- لوحة "Rest" لبين نيكولسون (عام 1934).
- لوحة "Blue Poles" لجاكسون بولوك (عام 1952).
- لوحة "Nature Abhors a Vacuum" لهيلين فرانكنثرالر (عام 1973).
- لوحة "Composition VIII" لفاسيلي كانادينسكي (عام 1923).
ما هو الفن التشكيلي؟
الفَنُّ التِشْكيلِي (Visual Art)، وهو مطلق شامل يشمل كافة مجالات الفنون المرئية التي تنمو حول بنائها القائم على مزيج من العناصر مثل الخط والشكل والألوان والبُعد وغيرها لإنتاج صور مرئية تمثل كائنات موجودة فعليا أو افتراضيا. هنا، يهدف الفنان إلى نقل واقعية المشاهد عبر الصور المقربة للأشياء وكيف أنها تبدو للعين البشرية بشكل حرفي ودقيق.
أمثلة بارزة للفنون التشكيلية:
- لوحة "La Joconda" لليوناردو دافنشي (بين الأعوام 1503 و1506).
- لوحة "The Last Supper" لليوناردو دافنشي (عام 1498).
- لوحة "Scream" لإدvard Munch (عام 1893).
- لوحة "Birth of Venus" لسافورو روسيني (عام 1485).
- لوحة "Starry Night" لفنسنت فان كوخ (عام 1889).
- لوحة "Girl with a Pearl Earring" ليوهانز فيرنر فان رويسدل (عام 1665).
في النهاية، سواء كنت من هواة التحليل الفني أو من عشاق جمالية العين الإنسانية، فإن فهم الاختلاف الكبير بين هاذين النوعيين المختلفين سيمنحك منظورًا أعمق للتنوع الهائل داخل عالم الفن الحديث والمعاصر.