عبدالمجيد عبدالله، ذلك الصوت الفريد والملهم من أرض المملكة العربية السعودية، ليس مجرد مغني؛ إنه قصة مواجهة وتحدٍّ عاشها وعبر عنها عبر أغانيه التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الفن الخليجي والعربي. واحدة من أهم تلك الأعمال هي أغنية "تحياتي لمن دمر حياتي"، والتي تعتبر انعكاساً لمشاعر عميقة وألم شخصي تمتزج بحكمة الحياة.
الأغنية تحمل توقيع ملحنَيْن موهوبَين هما "طارق محمد" و"تركى"، وكلمات مؤثرة تؤكد قوة التأثير الإنساني للعلاقات المعقدة. يقول فيها: "تحياتي لمن دمر حياتي / وأنا فيني نبضٌ أُعلِنُ فيه وفاتي". هذه الكلمات ليست مجرد موسيقى، إنها تجسد رسائل الوجود والصمود حتى أثناء اليأس والخيبة.
ولد عبدالمجيد عبدالله عام 1963 ميلادية، وكان منذ شبابه صوتاً مميزاً في عالم الموسيقى العربية. تعاون خلال مسيرته المهنية الواسعة مع العديد من الملحنين والشعراء المشهورين مثل طلال مداح، وعمر كدرس، وسامي حسن، ومحمد العبد الله الفيصل، وبدر المحسن. كل تعاون جديد يعكس جانب آخر من هذا الفنان المتعدد المواهب.
ومن أشهر ألبوماته "سيد أهلِي"، و"ظل الهِدَب"، و"تخيل"، وغيرها الكثير، مما أكسبته قاعدة جماهيريّة كبيرة ومتنوعة الأعراق والجنسيات.
بالحديث عن بعض أجمل أعماله، فإن "روحِي تُحبُّك رغمًا عنِّي" تعد أداؤه الأكثر شعبية وإمتاعًا للأذهان. يعكس محتواها الداخلي الألم الحقيقي والقبول الصبور للحب المضطرب. تبدأ الآيات بالعاطفة القوية: "روحِي تُحبُّك رغمًا عنَّي... المشكلة حبك بروحِي جَرَحَنِي..." ثم توضح القدرة على التسامح والتكيف مع الواقع المؤلم: "... إن جاء يبكي تقول اشكان ذنبه؟ ذنب هواك يوماً حبك قتلني."
هذه التجربة الشخصية المكشوفة جعلت من عبدالمجيد عبدالله أيقونة حقيقية في مجال الفن العربي الحديث. فهو يستطيع نقل مشاعر واقعية مباشرة إلى المستمعين عبر لغتها الموسيقية الجميلة والكلمات المؤثرة. "تحياتي لمن دمر حياتي"... ليس فقط ذكرى لأغنية رائعة ولكن أيضًا تكريم لإنجازات رجل صنع اسمًا لنفسه في تاريخ الثقافة الشعبية العربية.