في عالم الفن المرئي، تعد مبادئ التشكيل الفني أساسًا لا غنى عنه لكل فنان يسعى إلى خلق أعمال ذات جاذبية بصريّة وعمق دلالي. هذه المبادئ تُرشد الفنانين نحو نسج قصص مرئية مؤثرة عبر الوسائط المختلفة كالرسم والنحت والتلوين الرقمي وغيرها. سنتناول في هذا المقال سبعة من أهم مبادئ التصميم الفني التي تساهم في تحويل الأفكار إلى صور نابضة بالحياة ومؤثرة عاطفيًّا.
- الإيقاع: يُعتبر الإيقاع واحدًا من أكثر المفاهيم إبداعيّة وجاذبية في فنون الرسم والنحت. فهو يصف كيفية تنظيم العناصر المرئية داخل العمل الفني لإنتاج حركة سلسة ومتدفقة. يمكن تحقيق ذلك باستخدام الأبعاد والحجم والألوان لتوجيه نظر المشاهد عبر قطعة الفن بطريقة متناغمة وممتعة.
- التوازن: يشير التوازن إلى الشعور بالاستقرار والثبات بين عناصر مختلفة ضمن عمل فني ما. هناك نوعان رئيسيان للتوازن هما التوازن المتماثل والتوازن غير المتماثل. الأول يتميز بتوزيع متساوي للكتلة الجسدية للأشياء حول مركز ثابت مما ينتج شعوراً بالعقلانية والاستقراء بينما الثاني يستند إلى الاختلافات الغير متوازنة ولكنه يعطي نفس الشعور بالتوازن العام عندما يتم وضعه بشكل صحيح.
- الانسجام: الانسجام يعني مدى توافق جميع جوانب القطعة الفنية مع بعضها البعض وبدرجة أقل منها مع البيئة المحلية لها أيضًا. وهذا يساعد في بناء جو ورؤية موحدة للمشاهدين الذين قد يفسرون تلك الوحدات كوحدة واحدة كبيرة بدلاً من مجموعة من القطع الصغيرة المنفصلة تماماً.
- الحركة: رغم كون الحركة خاصية مادية جسدية مرتبطة بالمكان والزمان إلا أنها تستطيع أن تتواجد أيضاً كعنصر ظاهري مستمد مباشرة من خلال تأثيرات الضوء والظل والتدرجات اللونية المستخدمة وزاوية التأثير البصري للعينات المرئية نفسها واستخدام الخطوط والعلاقات النسبية للسطح المتحرك والمحيط الثابت حوله وما إلى ذلك ... كل هذه الأمور مجتمعة تخلق انطباعا للحركة حتى ولو كانت الأشياء بركنتها ساكنة حقا! وهكذا فإن فهم العمليات الفيزيائية الطبيعية المرتبطة بحركات أجسامنا وأحاسيسنا واتجاه رؤيتنا وتتبع اتجاهات نظرتنا مهم جدا لإنشاء منظور واقعي وحقيقي للغاية ضمن نطاق محدود لتحقيق تأثير "الانخداع".
- البعد الثالث: يدخل بعد جديد للعمل الفني عند إضافة عمق ثلاثي الأبعاد إليه وذلك بإضافة عناصر أمامية وخلفية وعناصر خلفية أخرى خلفها بالإضافة إلى استخدام الظلال والنقوش الدقيقة والإضاءة الناعمة والتي تعكس طبيعتها الطبيعية وغير المستوية...كل ذلك يؤدي لنقل مشاعر وأحداث تشعر بها وكأنك جزء منهم أثناء التجوال وسط الأكوان الافتراضية المفتوحة بما فيها المناظر الجميلة لقصور الخلد التاريخية وقدسية المساجد الإسلامية المقدسة وسحر الصحاري البدوية وهيئات الإنسان المكرمة وغيرهم الكثير والكثير ممن لديهم روافد ثقافية متنوعة ومتكاملة الموطن بحيث تجذب انتباه الجمهور وتحبس نفسه في قلب اللحظة منذ لحظة دخول المكان لأول مرة مرورًا بفترة الاستيعاب النهائي للقصة النهائية كما هو موضح في القصائد الشعرية القديمة القديمة المكتوبة بخط ثري وغني بالألوان الزاهية التي تبدو مذهلة تحت أشعة الشمس الذهبيّة! إنها فعلا صورة رائعة لعالمنا العربي الجميل حقًّا !!
- الأسلوب الشخصي: أخيرا وليس آخرا, فإن الطابع الخاص للفنان وفرديته ينعكس بلا شك علي اختياراته النهائية لهذه التقنيات الخاصة بناحية تصميم المنتَج الأخير والتي تحدده كتوقيع واضح عليه وعلى مسيرة حرفته المهارية طوال مدة نشاطه الفني . إنه يقترن ارتباط وثيق بالإطار العام والذي يحكم معظم القرارات الغامضة الأخرى المرتبطة بكيفيه استعمال كافة الأدوات متاحة لدينا والتي تمكننا من الوصول لنتائج فريدة..وبهذه الطريقة تكون لنا القدرة ليس فقط على تقديم عرض جمالي ولكن أيضا تنمية وجهة نظر جديدة وفريدة خاصة بنا تدفع حدود مجال تخصصنا الحالي نحو مجالات إبداعية مبتكرة ولذلك فهي عملية ممتازة للاستمرارية الذاتية الشخصية سواء كان الأمر متعلقا بفن التشكيلي القديم أم الحديث منه حديثا.!
هذا ملخص مختصر لمنظومة مباديء التركيب الفني الأساسية -مجتمعـّة هنا بدون أي ترتيب معيِّن-. ومن الواضح بأنه يوجد العديد من المجالات الفرعية الآخرى المؤلفة والتي أيضا تلعب دور هام جدًا لكن المصمم /الفنان المعتاد سيستخدم بعضٌ منها بالتأكيد حسب حاجته لرسم الصورة المثالية حسب رؤيته خالصـَه . لذلك فالهدف إذن يكمن بأن تتمتع العين البشرية بمجموعة كاملة مكتملة الصفات الفنية فتزداد معرفتي ووعيي لما يحدث حول العالم الخارجي وأستطيع تحقيق قدر كبير من التواصل الثقافي والمعرفي عن طريق مشاهدة الواجهات والتصاميم الرائعة مهما اختلفت نواحي الترجمات اللغوية أو اختلاف التجارب الشخصية لدى الجميع !