الإسكتش هو شكل فني مسرحي قصير ومركز يتميز بقصر مدته وعرضه لأحداث محددة ومحددة جيداً بهدف إيصال رسالة معينة أو مضمون كوميدي أو درامي بشكل سريع وبسيط. عادة ما تتراوح مدة إسكتشات المسرح بين خمس إلى عشرين دقيقة، وقد تكون أقصر أو أطول اعتمادًا على السياق والمحتوى الخاص بها. هذا النوع الفني يعتمد بشدة على الذكاء الحاد والإبداع في سرد القصة واستخدام الرمزيات والرموز لتوصيل الأفكار والمعاني المختلفة للمشاهدين.
تتمثل أهمية الإسكتش كشكل أدبي وفني في قدرته على تقديم تعليقات اجتماعية ساخرّة ورؤى ثقافية غنية بطريقة مرحة وجذابة. بالإضافة لذلك، يعدُّ الإسكتش فرصة رائعة للأداء الجماعي والتفاعل الحي بين ممثلين وأعضاء فريق واحد بتناغم وتعاون مثالي مما يعكس مدى مهارتهم وتمكنهم كمجموعة متناسقة ذات هدف مشترك.
في تاريخ الفنون الأدبية والفنية، لعبت إسكتشات العديد من الكتاب والشخصيات المؤثِّرة دورًا مهمًّا في تشكيل الوعي الجمعي وإبراز قضايا مجتمعية مختلفة عبر الزمن. مثالٌ بارز على ذلك إسكتشا "المحاضرة" لأحمد شوقي والتي سلط الضوء فيها على التناقضات الاجتماعية آنذاك باستخدام طريقة هزلية شيِّقة. كما برع كذلك محمد عبد الوهاب وسامي الشوا في كتابة ونقل إسكتشات مميزة خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات.
بالإضافة لما سبق ذكره، تعدَّدت استخداماتها داخل المجتمع لتصبح جزءاً من مهرجانات ودور عرض متنوعة مثل السينما والتلفزيون والحفلات العامة وغيرها. تساهم إسكتشات هذه الأخيرة بإمتاع الجمهور وتسلية الوقت بصورة فعَّالة ومنفتحة تستقطب جميع الأعمار والثقافات.
ختاماً، يمكن اعتبار الإسكتش فناً ذا طابع خاص يستحق الدراسة والنظر إليه باعتباره أحد أشكال التعبير البصري والصوتي التي تمتلك القدرة على رسم ابتسامات وهمسات ملؤها التشويق والإيجابية لدى جمهور واسع حول العالم العربي والعالم الغربي أيضًا!