فن النحت يُعرَّف بأنه شكل فني يتمثل في تحويل المفاهيم المجردة ثنائية البعد إلى أعمال ثلاثية الأبعاد ملموسة ومتفاعلة مع البيئة المحيطة بها. يعود أصل هذه الصناعة الفنية إلى حضارة مصر القديمة، حينما ظهر تمثال أبو الهول العملاق كشهادة حية على مهارات نحت البشرية الأولى. وفي اليونان القديمة، حققت تقنيات ومبادئ النحت تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الزمنية بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد.
إن هدف النحت الأساسي يكمن في خلق جمال بصري وزخرفة حياتية للأعمال الديكورية، فضلاً عن كونها وسيلة للتعبير الشخصي والإبداعي لدى الفنانين الذين اختاروه نشاطاً رئيسياً لهم. وقد شهد هذا النوع الفني تنوعاً مذهلاً في استخدامه لمواد ونماذج مختلفة، بدءاً من الحجر والفخار وصولاً إلى المعادن والبلاستيك الحديثة، مما جعله فناً عالمياً متعدد الثقافات والتوجهات.
على مر التاريخ، أثبت العديد من النحاتين موهبتهم الاستثنائية وكفاءتهم المتفردة، منهم:
- براكسيتلس: نحاث يوناني شهير اشتهر بتصميماته الرائعة لنماذج بشرية أنيقة وغاية في الواقعية؛ مثل "أفروديت" الشهيرة والتي تعد أول تمثيل مفصَّل بالحجم الطبيعي لإمرأة بشكلٍ مستقل تمامًا عنها.
- آرسين آفيتيسيان: نحاتي أرميني ولد سنة ١٩٧١ وتوفي مبكرًا عام ٢٠٠٤، لكن إرثه الفني حيٌّ حتى اليوم نظرًا لكثرة مشاركاته ومعارضه الدولية واستيعابه للعناصر الشرقية والقومية ضمن رؤيته الفنية العالمية.
- دوناتيللو: أحد أعلام عصر النهضة الإيطالية، ترك بصمتَه الواضحَة بشهرة شخصية "السيد داڤيد"، والذي يعكس نقطة التحول نحو تقدم تعبيري وعمراني مميز وذلك باستخدام البرونز كمادة أساسية للنحت عوضًا عن الأحجار التقليدية.
- مايكل أنغلو: يعد واحدًا من أشهر روائع الرسومات والنحت أيضًا، خاصة تلك المرتبطة بالأعمال السقفية الدينية الباهرة ذات التصميم الثلاثي الأبعاد الذي جعل منه رمز عصره الإنساني الأوروبي الحديث آنذاك.
- جين لورانزو بيرنيني: نموذج رائد لفنان هجين وظيفته تتسم بمزيج الهندسة المعمارية مع النحت الخرافي الأكبر حجماً، فأصبح مهندس كنيسة سانت بيتر بالعاصمة الرومانية وصمم مظلاتها الخارجية المعلقة المعروفة الآن باسم 'البندقية' نسبة للسيد بيرنينو نفسه!
تجدر الإشارة هنا أنه بالإضافة لدوره الجمالي, يلعب الفن التشكيلي دور هامشي اجتماعياً واقتصاديًا واجتماعياً كذلك إذ بات جزء من الثقافة المحلية والعالمية المتنوعة بحكم اختلاف المدارس وفروعه الجانبية كثيفة التنويع وابداعاتها المستمرة بلا انقطاع ولا حدود إلا حدود خيال مبتكريها وحسب!
