احترام الكبار.. درس تعلموه من تجربة صغيرة

في أحد الأحياء الساحرة، حيث تعانقت أشجار الزيتون مع رياح البحر، كان هناك مجموعة صغيرة من الأطفال يلعبون كرة القدم بفرح وسعادة. كان هؤلاء الأطفال هم أص

في أحد الأحياء الساحرة، حيث تعانقت أشجار الزيتون مع رياح البحر، كان هناك مجموعة صغيرة من الأطفال يلعبون كرة القدم بفرح وسعادة. كان هؤلاء الأطفال هم أصدقاء سعداء مثل سامر، وعنان، ومحمد وأصدقائهم الآخرين الذين تجمعوا يوميًا لتبادل الضحكات ولعب الرياضات التي يحبونها.

إحدى الحكايات الجميلة التي وقعت خلال إحدى جلسات لعبهم تتعلق بالعلاقة بين الأطفال والكبار. بينما كانوا يستمتعون بممارسة لعبتهم المفضلة، لاحظت العيون الرقيقة لصغير يدعى سامر وجود رجل مسن يراقبهم عبر النافذة. بادئ ذي بدء، اعتبر هذا المسن مجرد متابع آخر للعبة مثله مثل أي شخص قد يشاهد مباراة لكرة القدم. لكن مع مرور الوقت وتصاعد مستوى التشويق والصراخ أثناء المباراة، بدأ صوت الطفل يرتفع أيضًا. هنا لاحظ سامر أن نظرات القلق بدأت تطارد وجه العم المسن وهو يستند إلى إطار النافذة الخشبي.

شعر سامر بشعور بالندم تجاه تأثير صوتيه عليهم. قرر samer توقيف اللعب بشكل مفاجئ مما أدى لإرباك زملائه اللاعبين الآخرين الذين لم يتمكنوا من فهم السبب. بحذر شديد وبخطوات بطيئة اقترب سامر نحو النافذة نادياً بصوت طفل صغير: "يا عم! ألم يكن هناك شيئاً مزعجاً لك؟"

رد الرجل بنبرة خجولة مليئة بالتضرع قائلا:" لديك حق يا بني! أنا أتخذ الكثير من الأدوية المسكنة والمهدئة فقط لتحقيق الغرض الأساسي للنوم نهاراً، وقد توصلت لذلك اليوم أيضاً ولكنه تم تعطيله بسببكم". تنهد العم ثم استطرد يقول: "إن قلبي يؤنبني لو أخبرتكم بأنكم سبب عدم قدرتي على الراحة لساعة واحدة من النهار." شعر الأطفال بالإثم حين عزاهم له ووعدوه بتقديم الاعتذارات الفورية عند مواصلة اللعب فيما بعد.

بعد ذلك الاجتماع المؤثر بين الطرفين، اتفق الفريق الصغير على الرحيل بعيدا عن موقع الواقعة باتجاه الحديقة العامة القريبة والتي تمتلك ملعب خاص بها مصمم خصيصا لهذه الغاية وللحدود الآمنة لمسافة بعيدة قليلا عن المناطق السكانية الأخرى. تاركين خلفهم الأمجاد الصغيرة الخاصة بلعبة كرة القدم مؤقتاً بحثاً عن مكان مناسب جديد للاستمرار فيها بحرية مطلقة دون التعرض لأي ازعاج محتمل لمن حولنا كالمسنين خصوصا منهم والذي يجب علينا دائماً الاحترام والإعتبار لما لديهم من خبرة وعمر فوق عمرنا البعض وهذا ما أكده لنا الدين الإسلامي الحنيف أيضا عندما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الاصوات أمام المسنين واحتسابه ضمن أنواع الظلم الثلاث التي سيطلب جزائي عنها .

لكن وقبل مواصلة رحلة البحث المضنية عن موقع البدائل المناسب لها، خطف سامر الفرصة الأخيرة بالنظر بإخلاص داخل العينين القديمة لرجل عجوز وإستفساره مباشرة إذا كان لديه طلب او حاجة خاصة بما يخفيه قلب المتقدم في سن الشيخوخة تحت مظلة الذكريات المحملة بالأيام الثمانين الاولى من حياته ، فرد الأخير بدون تفكير بإظهار امتنانه لاعادة احياء ذاكرة الماضي له مرة اخري حيث اعلن بالحاجة لشراء بعض المستلزمات اليومية الخاصه بالعائلة المدينه للسيد العجوز ومنوها ايضا بان ابن الوحيد يعمل خارج مدينتهم ولم يعد قادر علي تحمل مسؤوليات المنزل والحياة الطبيعية المعتاده سابقا .

استجاب الشاب الشهم وعلى الفور بسؤال اصدقائه بالموافقه والسماح له بالسوق حبة مقابل تقديم خدمات انسانيه بسيطه للقريب منه، وبعد الحصول على الموافقه القصريه قام بزيارة افضل محل شعبي معروف بجوده الخدمات المقدمة فيه وفي فترة زمنية قصيره جدا , اشتري السيد سامر كافة مستلزماته اللازمه والتي تضمنت اغاثه السوق وهناك قام بتجميع اكبرعدد ممكن منها بسرعه فوريه واحتفظ بكل واحد اثنين منها لنفسه ليذكر نفسه دوما بان فعل الخير ليس مرتبط بالتعصب لفئه العمر وانما هو عمل نبيل يعكس الروح الإنسانية الحميمة لكل شخص بغض النظرعن صفاته الشخصيه الاخرى مثل اعمار افراد المجتمع المختلفه ذاتها !! ..وعند عودته بابسط احتياجات الحياة الي الديار القديمه واغاثتها باحثا عن طريق خاطره جديدة للتواصل الدائم بينهما,التقى فعليا بهذا الفعل الكريم الجزء الثاني المقابل للحجم الأول الذي طرحناه سابقآ بشأن موضوع الحديث الشريف حول أهميتها بالنسبة لحفظ حقوق ورعاية ورعاية كباره مجتمعاتي سواء دينيا أم ثقافيا واجتماعيا ...هذه هي خلاصة رسالة عظيمة تركتها فعاليات نادي شبابي صغير ومعنى كبير يعتبر اساس بناء موروث عقيدتنا الإسلامية الرائدة عبر التاريخ !


راوية بن الأزرق

9 مدونة المشاركات

التعليقات