كانت أرض "أورين" تحت حكم ملك عادل وزوجته الحكيمة. وكان لأهل المملكة طفل ذكر مميز، ذا جمال آسِر وصفات نبيلة. نشأ الطفل ليصبح أميرًا رشيدًا يُدعى عليان. وفي يوم من الأيام، قرر عليان الشاب المغامر مواجهة ساحرة مشؤومة يخشاها الجميع لتطهير الأرض منها. غير أن قبضة تلك الساحرة كانت أقوى مما توقعه الأمير الجسور. بدلاً من هزيمتها مباشرةً، انتقمَت منه بنيل جزء صغير من سلطتها: حولته إلى ضفدع أخضر مصغر! ثم ألقت به داخل بئر عميقة بالقرب من قصره الخاص، مستخدمة بذلك تعويذة خبيثة ستُعيده إلى شكله الإنساني فقط إذا تزوجه أي أميرة ومضى ثلاث ليالي وهي تأكل منه وتشرب له.
مرت الليالي والأيام وسط ظلم الليل الطويل والأساطير المحيطة بحكايات الأمير الضفدع. ذات صباح بينما كانت الأميرة الجميلة ابنة ملك مجاور تسرح بخيالها بين رياض قصر جدها الراحل، ارتدت كرة ذهبية ساحرة من أصابع يدها الرقيقة نحو الهاوية... البئر الغادر الذي يقبع بالأرض السفلى. هنا، سرعان ما التقيا —الأمير المسجون والكائن الفضي الذي وقع فريسة لموقعة سهوا. عرض عليها مساعدة إن ردَّ الثمين إليها بشرط بسيط للغاية!: طلب مقابلتها خلال وجبات غذائية منتظمة لمدة ثالثتنا متواصلة لتتحقق التوقعات الروحية لاستعادة حالته الأصلية المنشودة.
وبقدر ما شعرت بغرابة طلبه وغرائبيته، فقد تنقلت المشاعر تجاهه تدريجيًا عبر مراحل مختلفة أثناء قضائهما الوقت سويا. أولاً، اعتبرته مجرد ذكريات مؤذية لحظة سقوط البيضة المصنوعة يدوياً لديكورات الديكور باهظة الثمن المتمركزة بشكل مثالي فوق سطح رخامي لامع أمام أعين مراقبتها المنتظرين باستمرار لأدنى خطوة قد تؤذي بشرتها الناعمة الرقيقة سواء مباشراً أم مكتسباً للحساسية الزائدة ضد التعرض للسوائل الخارجية المختلفة الأحجام. ومع ذلك، ومع مرور الأيام القليلة التالية -حيث بدأ يشغل مكانه ثابتًا بجوار طبق خاص يحمل اسمه المكتوب بدقة عالية باستخدام حرف "الف" الملون بحمرة الدم— تغيرت نظرتها إليه قليلاً. ربما بسبب حس الجمال الداخلي الأقوى والذي ظهر أكثر لدى الشخص المضطهد والمختطف حديثا والذي يعمل الآن بلا انقطاع ومن أجل هدف واحد فقط وهو البحث المستميت للتخلص من لعنة تحول جسمه المؤلمة! وهكذا حدث تحديدا لما وصلت له النتيجة النهائية لهذا الإخلاص العظيم عندما فتح عيناه مرة أخرى قبل ساعات قليلة فقط بعد غروب الشمس ليجد نفسه وقد اكتسب شكل ولون بشرة طبيعية تمام كما ولد لأول مرة منذ سنوات بعيدة جدا.. لقد تحقق حقاً الوعد بأن تصبح حياته الجديدة بداية جديدة مليئة بالتفاؤل والثراء والعيش بسعادة دائمة.. وبعد احتفال رسمي كبير حضره جلوس العديد ممن تجمعوا لحضور مراسم تقليدية تقليدية وفعلية أيضًا والتي أقيمت تكريمًا لرابط الحب الجديد الذي جمع المحبوبين المدعوين خصيصًا لهذه المناسبة الخاصة جدًا بالإضافة لقضاء وقت ممتعا برفقه اهله المقربيين الذين كانوا راضيين للغاية بشأن اختياراته الأخيرة فيما يتعلق بحياته الشخصية المستقبلية أيضا.
وبهذه الحادثة المثيرة للاهتمام والمعبرة عن أهمية الصداقة والإخلاص والحفاظ على المواثيق المقدمة لكل طرف مشاركة بذواتهم ضمن مجتمع اجتماعي مختلف جذوره الثقافية والتاريخية والفكرية بعض الشيء إلا إنه رغم اختلافه يبقى دائم التأثير بالإيجابية والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق مبتغاهم المشترك المبني أساسه بناء علاقة مبنية اساساتها الرئيسية مضمونة بإطار الدين والقانون والنظام العام للدولة نفسها إن صح التصنيف لذلك فهناك بالفعل دروس قيمة تستحق الانتباه والاستفادة منها عند التعامل مع الآخر المختلف دينيا او ثقافيا او لغويا فهو مصدر مهم للتحفيز لفهم الآخر بشكل صحيح وإظهار الاحترام والجدارة بكل شخص موجود.
