في الرواية "وخُيِّل لي أنَّ كُلَّ شَيْءِ ذَهَبَ"، يقدم المؤلف/الأديب رحلة عميقة ومثيرة للتفكير حول طبيعة الوجود الإنساني والمصير الغامض لكل الأشياء. تتشابك عناصر الخيال العلمي مع التساؤلات الفلسفية لتقديم نظرة حادة على الحياة والموت، والفراغ الذي يمكن أن نتجابه معه عندما تخبو أشكال حياتنا كما نعرفها.
تدور الأحداث حول بطلها الرئيسي الذي يستيقظ ذات صباح ليسجد أمام مشهد لا يعرفه - عالم فارغ تماما من البشر والأثر البشري. هذه الحالة الاستثنائية تحرّكه نحو سلسلة من التأملات العميقة حول ماهية وجود الإنسان ومعنى الحياة بدون الآخرين الذين يشكلون شبكة مجتمعاته اليومية.
الرواية ليست فقط سرداً لمفقودات العالم؛ بل هي أيضاً بحث دقيق في النفس الإنسانية. إنها تسائل قوة الإدراك البشري وكيف يمكن لتغيرات بسيطة جداً تغيير فهمنا للعالم والدور الذي نحاول تعقيده فيه. الطريقة التي يتم بها تصوير حالة الحزن والخسارة غنية بالأبعاد الدرامية والعاطفية، مما يجذب القراء إلى محيط البطولة الداخلية المتقلصة.
بالإضافة لذلك، تستعرض الرواية بشكل بارز قضيتين رئيسيتين هما البحث عن الهوية الشخصية والمعنى الأكبر للحياة. كيف يبقى المرء موجوداً عندما يختفي الجميع؟ وماذا يعني الواقع حين يكون مجرد انعكاس لرؤية الذات وحدها؟ هذه الأفكار المعقدة تُطرح بإتقان داخل إطار قصّة مثيرة وجذابة.
بشكل عام، تقدم "وخُيِّل لي أنَّ كُلَّ شَيْءِ ذَهَبَ" وجهة نظر فريدة ومتعددة الطبقات حول مواضيع مثل الزوال والحفاظ على الذكرى وأهميتها بالنسبة لنا جميعاً كمخلوقات اجتماعية وثقافية. إنها دعوة للتحاور الداخلي والنظر الجاد فيما نعتبرها أمورا مسلّم بها في كوننا الشخصي والعام.