الحمد لله، هذا الأثر الذي رواه الإمام مالك في "الموطأ" عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، وهو أن عبد الله بن عمر لم يكن يقرأ الفاتحة على الميت، يعتبر من أعلى درجات الصحة. هذا الأثر يُعرف بـ "السلسلة الذهبية"، وهي من أصح الأسانيد.
وقد اختلف العلماء في قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة، فذهب بعضهم إلى أنها ركن، وذهب آخرون إلى عدم ركنيتها ولا استحبابها، وتوسط آخرون فقالوا باستحبابها وعدم وجوبها. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اختار هذا الرأي الأخير، حيث قال: "وتنازع العلماء في القراءة على الجنازة على ثلاثه أقوال: قيل: لا تستحب بحال، وقيل: بل يجب فيها القراءة بالفاتحة، وقيل: بل قراءة الفاتحة فيها سنة".
ويبدو أن قراءة الفاتحة ركن في صلاة الجنازة، وهي داخلة في عموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". وقد قرأ ابن عباس الفاتحة على جنازة، وقال: "لتعلموا أنها سنة"، مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها.
وعليه، فإن قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة واجبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". والله أعلم.