درسٌ في العطاء: رحلة خالد بين الحصاد والبذل

التعليقات · 1 مشاهدات

كان هناك طفل صغير يدعى خالد يعيش في قريةٍ هادئة تحيط بها بساتين خضراء وحقول ماجنة تُنتج أنواعاً مختلفةً من الفاكهة والخضروات الطازجة. يقضي خالد معظم أ

كان هناك طفل صغير يدعى خالد يعيش في قريةٍ هادئة تحيط بها بساتين خضراء وحقول ماجنة تُنتج أنواعاً مختلفةً من الفاكهة والخضروات الطازجة. يقضي خالد معظم أيامه برفقة والده، يساعده في عمله الزراعي المنظّم والممتع. كانت هذه الرحلات اليوميّة مصدر سعادة خالد وابتهاجه، خاصة عندما يحتفظ لنفسه بشيء مميز من المحصول ليشاركه عائلته عند العشاء. غالبًا ما يشعر بالسعادة وهو يستعرض ثمار جهوده أمام والديه قائلاً: "انظر! هذا الرمان ناضج تمامًا كما توقعت".

إلا أن الفرحة لم تكن كاملة إلا حين اكتشف قلب خالد الكبير حاجة أحد الجيران الذين يعيشون قربه. فقد لاحظ حزن ابن الجار الصغير، أحمد، والذي ينعدم وجود حقل زراعي لدى أبويه مما جعله غير قادرٍ على الحصول على جزء بسيط من تلك الكنوز الطبيعية المنتشرة حول بيته. شعور الغيرة تجاه حالة صديقه جعل قلبه يخفق بشدة عندما ابتكر خطة لمساعدته بدون علم والديه أول الأمر.

في الصباح الباكر من اليوم التالي، انطلق خالد نحو الحقل باكراً أكثر المعتاد، جمع كيس كبير مليئ بالأعناب والتمر وغيرها الكثير والكثير من الأشياء النضرة. مغلفة بإحسان ورعاية متناهية وصلت هدية القلب المفعمة بالحنان إلى منزل جاره العزيز. استقبل آل أحمد الهدية بحرارة وشكر صادق، مستذكرين مدى كريم الأخلاق الذي يتمتع به الطفلان.

ومن هنا بدأت صداقة أخوية جديدة قائمة على أساس المحبة والعطف المتبادلين؛ فلم يعد للعناوين مجرد مكان سكن فهناك روابط أبعد بكثير تتعدى حدود الأرض الصغيرة التي تشترك فيها حياتهما اليومية. تعلم خالد درسا مهما بأن بركة العمل هي ليست فقط في مردوداته بل أيضا في تأثير فعل الخير نفسه حتى وإن جاء بصورة صغيرة لكن أثره واسع المدى ومؤثر للغاية .

التعليقات