في قرية صغيرة هادئة بين الجبال الخضراء والوديان العميقة، كان يعيش طفل صغير يدعى علي. كان علي معروفاً بحبه للطبيعة ورحمة القلب تجاه جميع مخلوقات الله. كل يوم بعد عودته من المدرسة، كان يستغل وقت فراغه في التجول حول القرية والاستمتاع بمراقبة الحياة البرية التي تحيط بها.
في أحد الأيام المشمسة، لاحظ علي طائرًا صغيرًا مريضًا يكافح للهروب من قطة كانت تلعب حوله بلا رحمة. شعرت قلوب الأطفال الصغار والأكبر سناً بنفس الألم عند مشاهدتهم هذا المنظر المؤسف. هرع علي مسرعاً نحو الطائر المحاصر وأسرع لإبعاد القطة عنه ومنح الطائر فرصة للاستراحة وسط الأشجار القريبة.
بمساعدة والدته الحكيمة، بدأ علي بتقديم الرعاية اللازمة للطائر المصاب حتى استرد قوته شيئاً فشيئاً وعاد ليلتحق برفاقه مرة أخرى بالسماء الزرقاء الواسعة فوق رؤوس الجميع. سرعان ما انتشرت هذه الأخبار بين أهل القرية الصغيرة الذين لم يكن لديهم إلا الإعجاب والتقدير لما فعله الطفل الصغير من فعل نبيل برّ.
منذ تلك اللحظة، أصبح اسم "علي" يرمز إلى الرحمة والعطف والحفاظ على البيئة الطبيعية الجميلة التي نعيش ضمنها جميعا كجزء منها. تعلمت أطفال تلك القرية دروساً عميقة حول معنى الحياة وكيف يمكن لنا تحقيق السلام داخل عالم يحتاج لكل قليل خير يساهم فيه شباب الغد بسواعد المستقبل الزاهر بإذن الله تعالى! إن الرفق بالحيوانات ليس مجرد عمل فردي بسيط بل هو رسالة سامية ستنعكس آثارها الإيجابية عبر الأجيال القادمة لتحقيق مجتمع أكثر سلاماً وإنسانية وتسامحاً.