الدروس المستفادة من القصة: رحلة الفأر والأسد

في غفوة عميقة للأسد، أحد أغلى حيوانات الغابات، استفاق فجأة بسبب حركة خفيفة - كانت قدماه متشبعتين بقدم فار صغيرة. اندفع الأسد داخل مخبئه بشكل مفاجئ، ول

في غفوة عميقة للأسد، أحد أغلى حيوانات الغابات، استفاق فجأة بسبب حركة خفيفة - كانت قدماه متشبعتين بقدم فار صغيرة. اندفع الأسد داخل مخبئه بشكل مفاجئ، ولكنه عندما رأى أنها مجرد فأر، تعجب من الجرأة التي دفعته بدخول أرضه النوم. "كيف تجرأت على الدخول هنا؟"، هتف الأسد بصوت مليء بالسخرية. "أو لست مدركا لقوتي ونفوذي! أنت لم تظهر احترامي حتى."

الفأر، رغم الخوف الشديد، تمسك بالأمل ولم يستسلم. ابتسم بتواضع قائلاً: "أيها الملك العزيز، أرجو تفهم وضعتي. أنا فقير ومحدود أمام سلطانك. ليس من المناسب أن تهدر طاقتك الثمينة عليَّ فقط. من الأفضل أن تبحث عن فريسة أكثر إثارة مثل الإنسان أو الذئب الكبير."

لكن رد فعل الأسد كان الاستهزاء مرة أخرى: "وأنا أيضًا أتركك لأنك أيقظتني للتو! سيكون الموت جزائك البسيط، وستتحول إلى عبرة للفئران الأخرى." عند ذلك، رفع الفأر عينيه المحمرتين بالدموع واستنجد بالأسد آخر مرة:"ربي يهديك أيها الملك الأعظم. لكل شيء حدوده الخاصة, وبالرغم من ضعف وضعف قدرتي إلا أن هناك احتمال بأن تحتاج لي يومًا ما."

ضحك الأسد مستغرباً وخارجاً على حدائق النكتة: "احتياجي إليك؟! ماذا تقصد بهذا؟!". وفي نفس اللحظة شعر الفأر بإحساس داخلي دفعه لإعادة التأكيد بثقة أكبر مما سبقتها:"اعطني الفرصة وارفع الحصار عن حياتي الآن، واجعلني أثبت لك موقفك خلال فترة قصيرة لاحقا." وفي النهاية قام الأسد بالإلقاء عليه قائلاً:"سنرى إن كنت حقاً قادرًا على تقديم العون كما تدعي." بعد فترة قصيرة جداً، ظهرت علامات خطيرة للإمساك بسلطان الغابة بواسطة مجموعة من الصيادين المتخصصين باستخدام تشابكات معقدة من القماش العنيف والتي جعلتها ثقيلة الوزن لتجعل مهمتهم سهلة للحصول على هدفهم المنشود بدون مجهود خاص بهم؛ بل وقد أصبح الأمر يتطلب عدة أشخاص للمشاركة بذلك العمل! استخدم هؤلاء الأفراد كافة أدواتهم وإمكانياتهم وطاقتهم لتحقيق مبتغاهم ولكن بحذر ورعاية كبيرة أثناء التعامل معه خشية تأثير الضرر عليهم أيضاً نظراً للقوة الهائلة الموجودة فيه..كان الشعور بالخطر واضحا وآلام الريبة واضحة أيضا خاصة لدى أفراد قبيلة الطيور الصغيرة الذين كانوا يشاهدونه بينما يحاول البعض الآخر الهروب بأسرع وقت ممكن برفقة أولاده وزوجه قبل الوصول لحالة اللا رجعة والحلول النائمة. وبينما بدأ صوت الزئير المرعب الخاص بجلالته ينبعث بشدة وكثير من الألم والتشتت والضرورة الملحة للإنقاذ فورياً، توجه إليه الفأر بسرعة مذهلة مسرعا نحوه بخطوات ثابتة راسخة ذات دلائل حساسية عالية جدًا اتجاه رساله معنى لها وقع خاص يفوق الوصف تمامًا حين اقترب منها وعبر بها بتصميم رائع قائلا:'لن أتركك أبداً'. لقد وصل أخيرا لهذه الواقعة الخطيرة مباشرة لينطلق ويقطع جميع أنواع الربط التي تحاصر جسمه العملاق بمجموعة واسعة وحازمة ومتقنة التصميم والمكونات والقوام المختلفة المصنوع بها تلك المعادل الثقيل والذي يؤدي وظيفة حرفية ساحقة....هكذا تحديدا حدث بالفعل ! فقد قضم وشرد الروابط واحدة تصاحب الآخرى دون توقفات او تسويات نهائية حيث ساعد بامكاناته الذاتية الطبيعية وغير المسبوقة فى نجاح المهمة بشكل كامل ومن ثم اطلق سراح جلالتِـه مجسدٌ لسؤاله السابق 'هل ستفيد مشورتي فعليا ؟' ولكن للاسف لم يكن الوقت مناسب للعبارة الأخيرة آنذاك لان حالت عدم الراحة النفسية والعصبية تسيطر عليها بشكل عام .وبذلك ضمن الفأر دوره الرائع كعضو فعال مؤثر يحقق الامتنان والإيثار لمافيه صالح الجميع بلا مقابل مادام هدف وجود الرسالة الإنسانية والنبل كهدف واحد مشترك بين شخصيتي العمل الفريدتان.


ناديا بن فارس

11 مدونة المشاركات

التعليقات