اشتعلت حرب البسوس، إحدى أطول الحروب في الجاهلية، بسبب مقتل ناقة خالة جساس، البسوس. حيث طلبت البسوس من جساس الانتقام لمقتل الناقة، فرأى جساس في ذلك فرصة لإعادة مكانة قبيلة بكر وإنهاء استبداد حكم كليب. فتربص بكليب وقتله، مما أدى إلى اندلاع الحرب بين قبيلة تغلب، التي كانت تقودها قبيلة بكر، وبين قبيلة بكر نفسها. قاد المهلهل بن ربيعة، أخو كليب، الحرب لانتقام أخيه الملك.
كان الزير سالم شجاعًا مغوارًا، فنجح في الانتقام لمقتل أخيه. وعلى الرغم من أن القبيلتين هما أبناء عمومة، حيث تزوج الملك من أخت جساس، إلا أن روابط القرابة لم تمنع اندلاع الحرب. استمرت الفتن والنزاعات أربعين عامًا، وكانت الكرامة المهدورة وقودًا للحرب.
في نهاية المطاف، حققت قبيلة تغلب النصر على قبيلة بكر عندما قتل المهلهل الجساس بن مرة. مع مقتل الجساس، عادت كرامة تغلب، لكن حجم الخسائر البشرية كان كبيرًا بين القبيلتين.
هذه الحادثة التاريخية تسلط الضوء على مدى تأثير الأحداث الصغيرة على الصراعات الكبيرة في المجتمعات القديمة، وتظهر قوة الانتقام والنزعة القبلية في تلك الفترة.
