الحمد لله الذي فضّل سليمان عليه السلام بنبوة عظيمة وملك واسع. كان سليمان بن داود عليهما السلام من أنبياء الله العظام الذين تحدث عنهم القرآن الكريم في عدة سور، منها سورة الأنبياء والنمل وص. وقد ورث سليمان ملك أبيه داود عليه السلام، كما ورد في الآية الكريمة: "وورث سليمان داود" [النمل:16].

كان سليمان عليه السلام ملكاً عظيماً، وابن ملك عظيم، ونبي كريم. خصّه الله تعالى بمعجزات كثيرة، منها علمه منطق الطير، كما قال تعالى: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ" [النمل:16]. كما سخر الله له الجن والإنس والطير، كما جاء في الآية الكريمة: "فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ" [ص:36-38].

عاش سليمان عليه السلام اثنين وخمسين سنة، وكان ملكه أربعين سنة، كما ذكر ابن كثير في قصص الأنبياء. وفي نهاية حياته، أراد أن يعلم الناس أن الجن لا تعلم الغيب، فقام يصلي متوكئاً على عصاه، فقبض ملك الموت روحه وهو على تلك الحالة. قال تعالى: "فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ" [سبأ:14].

كان لسليمان عليه السلام العديد من الأعمال العظيمة، منها تجديد بناء المسجد الأقصى بعد بناء الكعبة بأربعين عاماً. كما دعا الله أن يهب له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فاستجاب الله له وسخر له الريح والإنس والجن وعلمه لغة الحيوان.

في نهاية حياته، خلف سليمان عليه السلام ابنه رحبعام، ولكن بنو إسرائيل ضعفوا بعد موته وز