في سطور القرآن الكريم وتراث الأنبياء، تنبض قصة النبي لوط بالحكمة والإرشاد. يأتي ذكر قصته ضمن مجموعة القصص التي يرويها الله عز وجل في كتابه العزيز لتكون عبرة وعظة للمؤمنين. النبي لوط عليه السلام، وهو ابن أخ النبي إبراهيم الخليل، عاش بين قوم منحرفين امتلأت قلوبهم ظلماً وظلاماً.
كان أهل سدوم -بلدتهم- يعيشون حياة مليئة بالفواحش والأفعال الشنيعة المنكرة شرعاً، فقد اتخذوا الذكرans للأنثى ديدنهم ووسيلة لحياتهم اليومية. رغم ذلك لم يكن لدى لوط عليه السلام خيار آخر إلا الصبر والثبات دعوة لقومه إلى الطريق القويم، محاولاً تحذيرهم من عقاب الله المنتظر إذا استمرّوا في طريق الضلال هذا.
لم يستجب له أحد منهم، بل ازداد كفرهم وغضبوا أكثر عندما رأوه يحذرهم من غضب الرب القدير. تأزم الوضع حتى وصل الأمر لتهديد حياته وحياة المؤمنين معه الذين آمنوا بدعوته واستجابوا لكلمة الحق منه. هنا تدخل العليم الحكيم بإرسال الملائكة الثلاثة لإصحاق وعده بالنصر لعبده الصادق ولوط ومن آمن معه. فأرسلت عليهم صاعقة مدمرة أدت إلى هلاك كل من فيها باستثناء أولئك الذين نجوا باتباع تعليمات النبوة وصلاح سبيل الرسول الكريم.
هذه القصة تحمل معاني عظيمة حول أهمية الدعوة إلى الخير وصلاح المجتمع والدفاع عن الأحكام الدينية الصحيحة مهما بلغ الظلم. كما تشدد أيضاً على قدرة الله سبحانه وتعالى على حفظ عباده المؤمنين وإنقاذهم مما هم فيه من سوء وبلاء ودلالة واضحة لعظم جزائه لمن قام بمهام رسالته بشكل صحيح وأخلاقي. فهي إذن درس عميق لكل فرد مسلم ولكل مجتمع يدافع عن حرياته ويحافظ عليها دفاعاً مقدساً ضد أي اعتداء خارجي أو داخلي قد يشكل تهديدا لها وللحياة الآمنة المطمئنة التي أمر بها الإسلام توحيده الواحد. فعلى المرء دائماً حمل رسالة الحق ونشرها بين الناس وفقا لأصول الدين وخلافه المبنية على التحاور والتسامح والعمل الجاد نحو بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة متمسكين بالقيم والمبادئ الإسلامية الراسخة والتي تعد أساس بناء الانسان والسلوك المثالي المتكامل المتبع للعقل والنفس والجسد جميعا لتحقيق التنمية البشرية المستدامة الناجحة والفائزة برضا الرب جل وعلى.