في زمن مضى، كانت هناك قريتان متجاورتان تعيشان بسلام ووئام؛ إحدى القريتين تسمى "الحكمة" والأخرى تُعرف باسم "الجور". أهالي قرية الحكمة كانوا يعبدون الله ويقيمون الفرائض الدينية بحماس وحب صادقين. أما سكان الجور فقد انحرفت قلوبهم عن طريق الحق واتبعوا الضلالات والشركيات.
كان زعيم قرية الجور رجلاً ظالماً يدعى الحجاج بن يوسف الثوري، معروفاً بجبروته وظلمه للمؤمنين. ذات يوم، أمر جنوده بالحفر حول قرية الحكمة لصب النار فيها وحرمان أهلها من الماء كوسيلة ابتزاز وانتقام. لكن قدرة الله تعالى تفوقت على كل شيء، إذ جاءت سحب غيثية فجأة وأطفأت النيران الغاضبة قبل أن تلحق أي ضرر بأهل القرية المحمدية المؤمنة.
هذه الأحداث المثيرة للجدل تركت بصمة عميقة لدى الأطفال الذين سمعوها لاحقاً. فهي تشجعنا على الالتزام بطريق الخير والصواب بغض النظر عما يحدث حولنا من مصاعب ومحن. كما أنها تحذرنا أيضاً من مغبة العدوان والقسوة تجاه الآخرين دون سبب مشروع. فعلى الرغم مما تعرض له أهل الحكمة من سوء معاملة، ظلوا ثابتين في إيمانهم ولم يستسلموا أمام التحديات التي واجهتهم. وهذا درس مهم للغاية لكل طفل ينمو ويتعلم كيفية التعامل مع عالم مليء بالتناقضات والمعارك الخفية والخفية أيضًا.
إن حكاية أصحاب الأخدود ليست مجرد قصة تاريخية قديمة بل هي رسالة مستمرة حتى يومنا هذا، تدفعنا لأن نبقى مخلصين لقيم العدل والإيمان مهما بدت الأمور مظلمة وصعبة. إنها دعوة لنا جميعاً كي نكون سفراء للعفو والتسامح ونترك آثار إيجابية خلفنا أثبتت صلاحيتها عبر الزمن ولن تنضب أبداً مادامت الحياة قائمة بإذن الواحد القهار جل وعلى!