كان هناك طفل صغير يدعى أحمد يحب الاستماع إلى القصص قبل النوم. كل ليلة كانت والدته تخبره قصة مختلفة من تاريخ الأمجاد الإسلامية القديم. وفي إحدى الليالي، طلب منها أن تحكي له قصة "سندباد البحري". فابتسمت والدته وبدأت القول:
"ذات مرة، كان هناك شاب اسمه سندباد من مدينة بغداد، وكان حلمه الأكبر هو استكشاف البحار والمحيطات الواسعة التي لم يراها أحد من قبله. كان لديه فضول عجيب تجاه الغرائب والثروات المخفية تحت سطح البحر."
بدأ سندباد أول رحلة له بإبحاره عبر المسطحات المائية نحو أفريقيا الشرقية. خلال هذه الرحلة الأولى واجه العديد من المصاعب مثل العواصف والأمواج العاتية وحشد الأخطبوط العملاق، ولكن شجاعة قلب سندباد وثقة نفسه أبقتاه قوياً ومتمسكاً برحلته.
بعد عودة سندباد الناجحة من تلك المغامرة الأولى، أصبح حديث المدينة وشهرة شهرته وصلت إلى سامراء حتى سمع الملك عنها وأراد تجنيده للانضمام إلى حملاته البحرية ضد القرصنة. لكن سيندباد رفض ذلك القرار لأن هدفه الحقيقي ليس الثراء أو السلطة بل الاكتشاف والسفر والسعي خلف الأحلام البعيدة المنال.
واصل سندباد بحوثه المثيرة حول العالم، زيارة جزائر غريبة مليئة بعجائب الطبيعة وغرائب الحياة البرية، حيث التقى بتماثيل متحركة، وأحجار تكشف أسرار الماضي، وأشجار تحمل ثمارا الذهب! لقد كانت حياة متجددة لكل يوم جديد بالنسبة لسندباد.
ومع مرور الوقت، كبرت شعبية قصصه بين الناس واستمرت أجيال بعد أجيال تستلهم منه روح الجرأة والشجاعة والإقدام. ومع أنه قد يعود يوماً ما ليجلس بجوار نار المدفأة ويستمع لأحمد أثناء إخباره بدوره عنه بأنه بطل خيالي، إلا إن تأثير سيرته الحقيقية لن يغب أبداً عن ذاكرة التاريخ الإنساني المشترك. إنها حقاً قصة رائعة يستحقها الطفل الصغير ولذلك فهي مثال حي للإنسانية المتسامحة والعقل الفضولي المفتوح دائمًا أمام المستقبل الجديد.