في واحدة من أكثر القصص غموضًا وغرابة في تاريخ الجريمة المصرية، سلط الضوء على مجرمتان هما "ريه" و"سكينة". بدأت الأحداث عندما لاحظ المخبر السري "أحمد البرقي"، وهو يعمل سرا بين الناس، أن غرفتهما تنبعث منها رائحة بخور قوية ومريبة. دفعه فضوله واستشعاره للاشتباه إلى زيارة غرفتهما شخصيًا، حيث اعترفت "ريه" بأنّها تستقبل رجالاً نساء برفقة نساء أخريات داخل غرفة مغلقة. أدى ذلك إلى زيادة تكهنات الشك لدى المخبر، مما دفعه لتوجيه تقرير لمأمور القسم.
وبالفعل، انتقل فريق كبير من أفراد الشرطة على وجه السرعة لغرفة المشتبه فيهما. أثناء التفتيش الدقيق للغرفة، وجدوا سندرة خشبية قديمة كانت تُستخدم للنوم والتخزين، بالإضافة إلى بلاط أرضيات حديث التركيب مقارنة بالأجزاء الأخرى من الأرضية القديمة المتآكلة بالفعل. أمر المأمور بتحليل هذه المنطقة المشبوهة، وعندما بدأوا بإزالة البلاط الحديث، طالت الرائحة الكريهة المنبعثة منهما آذان الجميع. عند الاستمرار في إزالة طبقات أخرى من الأحجار الصلدة، ظهرت لأعينهم بصيص أول لجثة امرأة وسط مستنقع من النتن والنفايات البشرية.
على الرغم مما كانت عليه حالة رية وقت الاكتشاف، إلا أنها لم تستطع مقاومة الضغط النفسي والقانوني المتزايد عليها؛ لذا اعترفت بكل شيء بكل بساطة وأفضحت تفاصيل الجريمة بما فيها هويتها كاملة وشريكتها سكينة ودافعيهما الشريرين المحوريَين: المال والجنس! وانطلقت رحلة قضائية طويلة مليئة بالمناقشات والشهادات أمام العدالة العليا بهدف تقرير مصيرهما وفق القانون المصري الصارم آنذاك. لقد تحولت حوادث بسيطة مثل روائح البخور وتغيير المكان عموما إلى دليل دامغ يؤكد ضلوعهما في قتل العديد ممن كانوا ضمن دائرة معارف الطرفين سوء المعاملة والإستغلال الاقتصادي والعاطفي كوسيلة للضغط عليهم للحصول على أموالهم الثمينة باستخدام ذئاب بشرية متنكرة بملامح الإنسانية الزائفة حتى ظهور حقيقة الأمر النهائية وكشف أسرار الظلمة المؤلمة المؤدية لدوامة الألم والحزن لعائلات الفقيدات المغتصبات والمضررات سياسياً واجتماعياً ومادياً كذلك...