كانت هناك بطة صغيرة تُدعى "ميمي"، عاشت في مزرعة هادئة مع العديد من الطيور الأخرى. كانت ميمي مختلفة بعض الشيء عن غيرها؛ فقد كان ريشها أكثر لمعاناً وألواناً زاهيةً مقارنة بريش الآخرين. بدلاً من الاحتفال بهذا الاختلاف كهدية من الله، شعرت ميمي بموجة كبيرة من الغطرسة والمغرور منها.
في أحد الأيام المشمسة، بينما كانت الطيور تستعد للاستمتاع بيومها المعتاد، قررت ميمي أنها ستظهر براعتها أمام الجميع. بدأت تتباهى بخفة حركتها ورشاقتها بين الأشجار والشجيرات، مستعرضة نفسها كمخلوق فريد ومتميز. "انظروا إليّ! أنا الأجمل والأسرع!" هكذا كانت تصرخ بصوت عالٍ، مما جعل باقي الطيور تشعر بعدم الراحة والاستياء بسبب هذا الفرح الزائد.
لم تمر مغامرة ميمي مرور الكرام؛ فقد واجهت أول تحدٍ لها عندما حاولت عبور نهر صغير بالقرب من المزرعة. لم تكن تعلم أنه رغم جمال الريش وثبات الحركة فوق الأرض الصلبة، فإن القدرة على التحليق أمر مختلف تمامًا ويتطلب الكثير من التدريب والتمرن. سقطت ميمي بشدة داخل المياه الضحلة للنهر، محاولات إنقاذ نفسه ولكن بلا جدوى حتى أتى طائر لطيف اسمه "توفيق" لمساعدتها.
بعد هذه التجربة المؤلمة، بدأت ميمي تفكر مليّا فيما فعلته وتعلمت درسًا قيمًا حول أهمية التواضع واحترام قدرات كل مخلوق بغض النظر عن شكله أو جماله الخارجي. وعندما خرجت مرة أخرى إلى ضوء الشمس الدافئ، وجدت صداقة ودعم جديدان من قبل رفاق رحلتها الذين كانوا دائمًا بجوارها خلال لحظة الخوف والخجل تلك. ومن ذلك اليوم فصاعدا، باتت ميمي أقل غرورا وأكثر تواضعا وإخلاصا لأصدقائها وزهرة الطبيعة التي أحبت فيها الحياة بكل بساطة ونقاء روحها النقية. وهنا يكمن سر السعادة الحقيقية - ليست في كونك مميزًا بل في معرفتك لقيمة الذات ضمن إطار المجتمع الرحب الرحب للأرض الواسعة.