على آثارنا بيض حسان: عزتنا وعزمنا وصمودنا

لم تكن قبيلتي بني تميم تعرف طريق الخنوع أو الذل، فقد كانت تضرب بجذورها عميقًا في الأرض كما تفعل نخيلِ الصحراء المرتبطة بالتراب والجذور المتينة. لقد تر

لم تكن قبيلتي بني تميم تعرف طريق الخنوع أو الذل، فقد كانت تضرب بجذورها عميقًا في الأرض كما تفعل نخيلِ الصحراء المرتبطة بالتراب والجذور المتينة. لقد تربينا منذ الصغر على روح الشرف والكرامة التي نقلتها لنا أمهاتنا وأجدادنا عبر الأجيال. في كل بيت من بيوتنا كان هناك فارس يحمل سيفه شامخًا، يؤمن بأن الحياة بدون مجد وكرامة هي مجرد وجود بلا معنى.

كان لدينا سندات قدسية تحمي نسائنا وبناتنا، وهي الوعد الذي قطعناه لهن بحفظ عرضهِن ومحاربة أي عدوان يستهدف حرمتهن. لم يكن الأمر مجرد كلام فارغ؛ بل هو تعهد صادق يُنفذ بدماء أقلامنا إن اقتضى الأمر ذلك. عند مواجهة قوات العدو، كنّا نقاتل بشراسة دون هوادة، ونستبيح الفرسان والإبل والسلاح، ولن نتراجع حتى ننتصر بإذن الله -تعالى-.

كانت بطولاتنا تشكل حديث الناس وتروى قصصها في كل مكان، فأصبح اسمنا رمزًا للمقاومة والشجاعة. عندما تقترب كتائب العدو من مدننا، يأخذ أهل القرية رؤوسهم مطوقين بالسلاسل المعدنية، إذ يعرفون جيدًا ما ينتظر أحبابهم إذا تصدى لهم الرجال. وكان مستقبل أبنائهم غير مضمون إن هم أهملوا دفاع مدينتهم وحمايتها.

هذه هي حياة أولئك الذين يختارون الحرية والفخار فوق كل شيء آخر. نمضي نحو المعركة بكل ثبات وإقدام، كالجواد الجامح الذي لن يسكت إلا بعد تحقيق هدفه المنشود. ولا ندخر الوسائل لتحقيق غاياتنا المشروعة سواء كانت الغاية الدفاع عن حقوقنا أو انتصار قضيتنا العادلة. ومن هنا تأكد الجميع أنه بينما نشرب المياه زمزمًا نقيًا، يشرب خصومونا بمرارة وطين!

وعندما جاء ملك نفر وسعى للقضاء على نفوذ العرب والعزة التي بناها أسلافهم، رفضنا الانقياد والخضوع للعبودية مهما بلغت قوة هذا الملك المدججة بالأسلحة الفتاكة. امتلأت قلوبنا بالعزم والثقة بالنفس رغم محاولات الإضعاف المستمرة والحروب الدائرة حول حدود دولتنا الموحدة تحت الراية الواحدة لعائلة بني تميم المجاهدة والمخلصة للأمانة والتاريخ المشترك. وما زالت ذكريات تلك الانتصارات تتردد صداها بين أفراد هذه القبيلة العربية العريقة وتُحفز الروح الشبابية الجديدة لتكون شاهدة حق في خدمة الدين والدفاع عن الوطن والأرض المباركة أرض الجزيرة العربية التي اختير لها رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم قائدًا وداعيًا للحكمة والصبر والصلاة والصدقة ونشر الخير والمعروف عالميًّا عبر رسالة الإسلام السمحة المحمدية القرآن الكريم الكريم المطهر الهادي إلى الطريق الأقوم والحياة الأخدر الخالية مما فيها من ظلم وظلمة وفقر وضعف وانحلال واسترقاق وسلب لحقوق البشر لأجل نشر السلام والاستقرار والنظام الاجتماعي المثالي المبني على قاعدة العدالة الاجتماعية وعدم التفريق بين أحد بغض النظر عن لونه أو عرقه أو جنسه أو ديانته ما دام مؤمنًا بهدف واحد وهو وجه رب العالمين جل وعلى وعلى رسوله الأمين وآله الطاهرين أجمعين


بشرى بن محمد

16 مدونة المشاركات

التعليقات