وفاة الصحابي الجليل معاذ بن جبل: رحلة علم وشهادة

توفي الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة الثامنة عشرة للهجرة، مصاباً بالطاعون في الشام، تحديداً في منطقة الأردن. وكان عمره رضي الله عنه ثماني وثلاثين

توفي الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة الثامنة عشرة للهجرة، مصاباً بالطاعون في الشام، تحديداً في منطقة الأردن. وكان عمره رضي الله عنه ثماني وثلاثين سنة، وفقاً لبعض الروايات، بينما يذكر البعض الآخر أنه كان ثلاث وثلاثين أو أربع وثلاثين سنة.

معاذ بن جبل، إمام الفقهاء وكبير العلماء، كان له مكانة خاصة في قلوب المسلمين، حيث قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل معاذ بن جبل". كان معاذ بن جبل من أبرز الشخصيات التي عرفت بالعلم والفقه، حتى قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل".

انتشر طاعون عمواس في الشام في تلك الفترة، وتوفي فيه ما يقارب من خمس وعشرين ألفاً من المسلمين، وقيل ثلاثين ألفاً. ومع ذلك، تمنى معاذ بن جبل أن يُصاب به، حيث كان يرى فيه رحمة من الله وشهادة. فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ستهاجرون إلى الشام، فيفتح لكم، ويوجد فيكم داء كالدمل أو كالحزّة يأخذ بمراقي الرجل، يستشهد الله به أنفسهم، ويزكي به أعمالهم".

كان معاذ بن جبل معروفاً بشجاعته في الاجتهاد وإعمال العقل، حتى أصبح مرجعاً للناس في الفتوى والرأي. قال فيه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: "لو استخلفت معاذ بن جبل، فسألني ربي: لماذا استخلفته؟ لقلت: سمعت نبيك يقول: إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل، كان معاذ بين أيديهم رتوة بحجر".

بهذا، توفي الصحابي الجليل معاذ بن جبل شهيداً في طاعون عمواس، تاركاً وراءه إرثاً من العلم والفقه الذي لا يزال يُحتذى به حتى يومنا هذا.


فايزة البدوي

27 مدونة المشاركات

التعليقات