الحكمة بين حبة القمح والحياة: قصة الحمامة والنملة

التعليقات · 0 مشاهدات

في إحدى الغابات الخضراء الوارفة، كانت هناك نملة صغيرة تعمل بلا كلل لجمع الطعام لأيام الشتاء الباردة. وفي أحد الأيام، بينما كانت النملة تنقل حبة قمح إل

في إحدى الغابات الخضراء الوارفة، كانت هناك نملة صغيرة تعمل بلا كلل لجمع الطعام لأيام الشتاء الباردة. وفي أحد الأيام، بينما كانت النملة تنقل حبة قمح إلى مخبأها الآمن تحت الأرض، رأت حمامة شابة تسقط وتتعثر محاولةً الوصول إلى بركة الماء بالقرب منها. بدأت الحمامة تشعر بجوع شديد بعد رحلتها الطويلة، ولم يكن بوسعها العثور على أي شيء لتأكله في تلك المنطقة الجافة والمجوفة.

وبنظرة تعاطف تجاه الحيوان المتعب، قررت النملة المساعدة. لقد أخذت بعض الحبّات الغنية من غذائها الخاص وعرضتها على الحمامة بنبل وبساطة. فاستقبلت هذه الأخيرَةُ عرضَ النملةِ بشكرٍ وامتنانٍ كبيرين؛ فقد ساعدتْ بتلك الفعلِ الصغير حياة أخرى كانوا كلا منهما يعيشان بصورة منعزلة.

بعد فترة وجيزة، وقعت الحمامة نفسها ضحية لصياد خبيث كان قد نصب لها فخًّا مؤقتًا لاستدراج طرائده. أثناء مطاردته للحمامة، لاحظ الموقع الدقيق لمخبئ النملة ولذاك المخزن الثمين بالأحكام الغذائية التي جمعتها بحذافيرها خلال الأشهر الأخيرة. ومع تفاقم المشهد نحو سوء المنتهى، دعت الحمامة صاحب الرزق الذي منحها الحياة مسبقا وألححت عليه بالتدخل لحماية صديقتها الصغيرة قبل أفول نور اليوم ودخول الظلام المديد الذي يلوح في الأفق.

سمع الله دعوة الحمامة واستجاب طلباتها نيابة عنها، فأرسل سرباً من الغربان لإبعاد الصياد وسحب مخالبه العنيفة عنه بشكل نهائي . بذلك تمكنت النملة من الفرار مع ما تبقى لديها من ذخر بطريقة آمنة داخل غرفتها البدائية الواقعة أسفل جذع شجرة كبيرة مجاورة للمكان ذاته آنذاك.

وتعالوا الآن لنستخلص درسنا القصدي المستمد مباشرة مما سبق روايته هنا وهناك... فلنتذكر دائماً أنه مهما بلغ مقدار زلاتنا وانحدارات خطانا نحو الهاويات فإن أعمال الرحمة والإيثار وإن تبدت بسيطة ومفرقة إلا أنها ستعود عليك يوم القيامة بإذن الله عزوجل درباً مسدوداً أمام الشرور وهو سبيل نجاح لكل باحث صادق عميق الرسالة والأهداف. إنها سنة الكون منذ القدم وحتى انتهاء العمران!

التعليقات