على مر العصور، ظلت قصة وفاة الملك الفرعوني طاغوت مصر موسوعة لغزا محيرا بين المؤرخين والمفسرين الدينيين. وفقا للتقاليد الإسلامية والتوراتية، فإن موت فرعون يأتي كجزء لا يتجزأ من سياق قصص النبي موسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل الذين كانوا عبيدا تحت حكم هذا الطاغية الظالم. تتعدد الروايات حول تفاصيل وفاته، إلا أنه يمكننا استخلاص بعض الحقائق التاريخية والدينية بناءً عليها.
وفقاً لتفسير القرآن الكريم والسفر الثاني من التوراة "الخروج"، فقد حدث حدث الغرق الشهير عندما أمر الله سبحانه وتعالى البحر الأحمر بالتراجع أمام عدوان فرعون وجيشه نحو بنى إسرائيل الراسخين على الجانب الآخر منه. وبعد لحظة مؤلمة شهد فيها الشعب المصري هزيمة ساحقة لهولاكينها، تحول مجرى الأمور بشكل مفاجئ وأمر الرب تعالى بإعادة المياه إلى مستوى سابق لها مما أدى لانقلاب مركباتهم وغرقتهم جميعا بما فيه ملك الطاغوت نفسه حسب رواية الإنجيل أيضا ولكن بتوضيح أكثر تفصيلاً إذ ذكرت أنها كانت سفينة كبيرة وليست مراكب متعددة كما ذكر سابقا. لذلك يعتبر الكثير من المفسرين أن هذه الواقعة تمثل نهاية حكم المستبد القاسي وتأكيدا لقوة الدين الحقيقي ونصرته لأهل الحق ضد فئة الباطل وكل ما يعاديه ويصد عنه الناس طريق الهداية والخير والنماء.
إن حقيقة الوفاة بدقتها تبقى غير واضحة تمام الوضوح لأن القصة تحمل رمزيتها الخاصة وقد تكون ذات دلالات مغايرة لما يبدو للعيان فقط؛ لكن الفكرة الرئيسية التي تستخلص منها هي انتصار الخالق عزوجل لرسله ولعباده الصالحين مهما بلغ شر الأشرار وطغيانه وسلطانه الزائل سرعان ما يقوده القدر لإسقاطه إن لم يرجع إلى رشد الحياة الآخرة قبل دنياها. وبذلك ينهي كتاب الله ومؤلفاته الأخرى ملف حالة واحدة ضمن حالات مشابهة كثيرة للمشروع الأخطبوطي للإرهاب والاستبداد عبر مراحل زمنية مختلفة وفي مناطق متنوعة جغرافيا وزمانياً أيضاً. ولا يزال درس تلك المعركة تدريسا لمن يرتدع ويتذكر بأن رحمة الله واسعة وأن جزاء المحسنين حسن وإن عظم الجرم فهو يغفر الذنب الكبير برحمته الشاملة لكل خلقه وهو عند ذلك قادرا علي المكافأة والعقاب الجزيل بغض النظر عن مدى قوة الشخص ونفوذه الأرضي وما يستطيع فعله بجسد البشر وحسب وليس هناك أي نوع آخر ممن يؤخذ منهم النفوس قبل حينها المعلوم لهم مقدراً مقدر له منذ عرفوا بأنه موجود وعليم بكل شيء خفي وظاهر عليه شهادة أهل الكتاب وغيرهم كذلك يشهد بحقيقتها كل قلب ساكن لعلمه جل ثناءه بالحضور المطلق لكل مكان وزمان ولكنه مختبر لعبده المجرب جوهرة عقيدة الإسلام الحنيف المسلم بها القلب النقي المقيم بيته مقام الوحدة والإخلاص والإعتبار للأثر الأخروي فوق تأثير الدنيا والفاني منها وثمار فعل العباد فيها إما سعادة وإستر قاهره او شقاء مبين لمن اصطنعه اختيارا وليس تكاسلا وفشلا وان غفل البعض عنها اليوم ستكون مرجعيته يوم القيامة يوم الحساب والحشر وهي الساعة الوحيدة التي لن تنفع معه حجج من ادعاوها بل سيظهر حال الجميع مُعلنّا امام رب العالمين أبدا ولم تغشه عين احد قط حتى لو تبنى أسطورة ضخملاقة مدتها قرون! فهي ساعة مردودها اما رجوع الى حمى الرحمة أم رد لعذاب النار وهذا هو مصير فريق الضالين المضلين .