تروي لنا قصة مجنون ليلى، قيس بن الملوح، حكاية عشق أبدية بدأت في نجد، حيث نشأ مع ليلى بنت سعد، أم مالك العامرية. رغم وجود شكوك حول وجودهما، إلا أن قصتهما أصبحت رمزًا للعشق الأعمى والهيام.
في إحدى الرحلات، التقى قيس بليلى، فاستذكرت ذكرياتهما معًا. سألته عن حال قيس، فأخبرته أنه يعيش في حالة من الهيام بسبب حب ليلى، ولا يفهم شيئًا إلا عند ذكر اسمها. عند سماعها هذا، بكىت ليلى بكاءً شديدًا حتى ظن قيس أن قلبها قد انصدع.
عندما سأل قيس عن هوية المرأة التي بكىت، اعترفت ليلى بأنها هي ليلى المشؤومة عليه، وأنهت حديثها بقولها: "ألا ليت شعري والخطوب كثيرة متى رحل قيس مستقل فراجع بنفسي من لا يستقل برحله ومن هو إن لم يحفظ الله ضائع". ثم بكىت حتى غشي عليها.
بعد وفاة ليلى، لم يلق قيس نظرة الوداع الأخيرة لها، لكنه وجد في الديوان المنسوب إلى أبي بكر الوالبي نصًا يؤكد وفاتها قبله. عندما سمع خبر وفاتها، نعى عليها قائلاً: "أيا ناعيي ليلى بجانب هضبة أما كان ينعاها إلي سواكما".
بعد ذلك، ذهب قيس إلى ديار ليلى واهلها، وعزاهم وسألهم عن قبرها. عندما عرفه أهلها، رمى بنفسه على قبرها وأنشد: "أيا قبر ليلى لو شهدناك أعول عليك نساءُ من فصيح ومن عجم".
قصة مجنون ليلى هي قصة عشق أبدية لا تزال تلهم الشعراء والكتاب حتى يومنا هذا.