على الرغم من وجود العديد من القصص حول وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تتناول زيارة ملك الموت والاستئذان لدخول غرفة النبي، فإن معظم هذه التفاصيل ليست مدعومة بأدلة شرعية موثوقة. وفقاً للمصادر الإسلامية المعتمدة، هناك نقص واضح في الأدلة الدامغة التي تؤكد استئذان ملك الموت على النبي صلى الله عليه وسلم أثناء مرضه الأخير.
تتضمن هذه القصص تفاصيل مثل ظهور ملك الموت كشخص أعرابي واستشارته النبي بشأن البقاء في الحياة الدنيا أم الرحيل نحو الآخرة. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثية إلى ضعف هذه التقارير وعدم قبولها بشكل عام. يؤكد علماء مسلمون مشهورون مثل ابن كثير والإمام ابن عثيمين على أهمية الاعتماد فقط على الأحاديث الصحيحة والموثوقة فيما يتعلق بحياة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الواقع، يشير القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة إلى مشهد طبيعي وإن كان مؤثراً للغاية عندما اختار النبي الشريف لقاء ربه بدلاً من البقاء في العالم الدنيوي. كانت هذه النقطة محور حديث وجهه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أيام قليلة من وفاته حيث برز اختياره النهائي للشهادة والتواصل مع بارئ الأرض والسموات.
بالنظر إلى ثراء سيرته العطرة وقدرته الربانية، ينصح المؤرخون والدعاة المسلمين باتباع نهج التوسع في دراسة تلك المقاطع الثابتة بدلاً من الانشغال بتفاصيل أخرى قد تكون مكذوبة وتم وضعها لاحقاً. لذلك، يجب علينا احترام وإعلاء مكانة سيد الخلق واتخاذ جوانب حياته المثلى كمثل أعلى للتوجيه المستند إلى أسفارنا المقدسة وأقوال نبينا الكريم نفسه.