على الرغم من وجود العديد من الروايات والأحاديث المتعلقة بفضل سورة الزلزلة، إلا أنه يجب التأكيد على عدم صحة أي رواية تشير إلى أن هذه السورة المباركة تعدل نصف القرآن. رغم اعتبار البعض لهذه الأحاديث، مثل تفسير معنى "النصف" بأنّه نسبةً للموضوع الذي تتمحور حوله السورة، فإنّ الأدلة الشرعية الواضحة تؤكد عدم صحة هذه الادعاءات.
الأحاديث التي تربط بين سورة الزلزلة ونصف القرآن تُعتبر كلها آحادية الثبوت وضعيفةٌ سنداً، بحسب اتفاق علماء الحديث مثل الترمذي وابن حبان والبخاري وغيرهم ممن أكّدوا ضعف سند هذه الروايات وتعليقهم عليها. حتى إنَّ بعض علماء الفقه مثل ابن السني وحافظ ابن حجر اعتبروا أسامي الراويات فيها غير موثوقة أو محدودة النقل.
من المهم فهم السياق الدقيق لتلك الآيات الكريمة والتقدير الكبير لها؛ فهي تحمل رسائل عميقة حول يوم القيامة وما سيحدث خلاله. ومع ذلك، لا يمكن النظر إليها كأنها تعدل نصف القرآن بناءً على أدلة شرعية واضحة وصحيحة. وبالتالي، فإن جوهر الرسالة هنا هو احترام وتقدير النص القرآني برمته بدلاً من التركيز على جزء منه فقط كمقارنة تنظيمية خاطئة.