- صاحب المنشور: زليخة الرايس
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتعدد الثقافات والمعتقدات الدينية والأعراق المختلفة، يعد التسامح أحد الأصول الأساسية التي يمكن أن تعزز التماسك الاجتماعي وتحقق سلام دائم. يشير مصطلح "التسامح" إلى قبول واحترام وجهات النظر والديانات والقيم والثقافات الأخرى، حتى إذا كانت تخالف معتقدات الفرد أو قيمه الشخصية. هذا النهج العملي ليس مجرد اختيار أخلاقي فحسب، بل هو ضرورة حيوية لتحقيق مجتمع متناغم ومستقر.
أهمية التسامح والتعايش:
- تقليل الصراع: عندما يتعلم الناس كيفية احترام الاختلافات بينهم، يقلل ذلك من فرص نشوب نزاعات وصراعات. وهو يساعد على خلق بيئة أكثر هدوءًا واستقراراً حيث يتم تقدير التنوّع ويُعامل الجميع بالمساواة بغض النظر عن خلفياتهم.
- تعزيز التعلم والتطور الشخصي: التفاعل مع أشخاص ذوي ثقافات مختلفة يعرض الأفراد لوجهات نظر جديدة وأفكار غير معروفة سابقًا. وهذا يؤدي غالبًا إلى تكوين فهم أعمق للحياة وثراء أكبر للتجارب الحياتية.
- تحسين العلاقات الدولية: إن نشر مفهوم التسامح على المستوى الدولي سيؤثر بشكل كبير على السياسات والعلاقات الحكومية وغير الحكومية. ويمكن أن يساهم في حل الخلافات الطويلة الأمد وتحقيق الاستقرار السياسي الإقليمي والدولي.
- الحفاظ على الهوية الثقافية: رغم أنه يبدو متناقضا، إلا أن التسامح يدعم أيضاً بقاء وانتشار الثقافات المختلفة. وبدلاً من محاولة القضاء عليها بسبب عدم تشابهها، يمكن للمجتمعات الاعتراف بتنوعها والحفاظ عليه كجزء مهم من تاريخ الإنسانية المشترك.
تحديات تطبيق مبدأ التسامح:
رغم الفوائد العديدة لتطبيق هذه السياسة، فإن هناك عقبات تواجه طريقها نحو التطبيق الكامل والمستدام منها العنصرية المقيتة والتي قد تتخذ أشكال مختلفة مثل التحيز والتمييز والإقصاء وما شابه . بالإضافة إلى الجهل بأبعاد الآخر المختلف دينياً وعبرياً مما ينتج عنه تحامل وضغينة متبادلة تؤدي لمزيد من العنف والفوضى وعدم القدرةعلى تحقيق أي تقدم اجتماعي واقتصادي وسياسي مستدام . لذلك تعد التربية والتعليم عاملاً محورياً لبناء جيل جديد قادر على تقبل المختلف وفهمه وقبول وجوده دون المساس بحقه المكتسب دستوريًا وأخلاقيًا في حرية العقيدة والسلوك الخاص به طالما يحترم حقوق الغير ولا يؤذي المجتمع العام بممارساته الخاصة . كما تلعب الإعلام دور هادف أيضا عبر بث رسائل تسامحية وتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة والخلاف الذي يؤدي لأشد الضرر بالمجموع العائلي والجماعي فيما بعد حين تصبح الرقاب مغلولة أمام كل انواع الاضطراب الداخلي الخارجي . وبالتالي فان بناء شخصية وطنية مدنية عادلة ومتسامحة هي الخطوة الأولى باتجاه ايجاد مجتمع سعيد وغني بالتشارك البناء والتفاهم المحمود بعيدا عن الشحن والاستقطاب السلبيين المؤثرين بالسلب علي حاضر البلاد الآمن مستقبله الزاهر بإذن الله