- صاحب المنشور: عبد الوهاب الدين بن عثمان
ملخص النقاش:
في نقاش عميق ومثمر حول مستقبل التعليم العالي في زمن الذكاء الاصطناعي، يُظهر الطرفان إدراكًا متبادلاً لأهمية التوازن بين استخدام التقنيات المتقدمة وبقاء الجوانب الإنسانية للحياة الأكاديمية. يساهم عبد الوهاب الدين بن عثمان بتقديم خلفية مثيرة للإعجاب، حيث يرى فيه الفرصة أمام التعليم العالي لتجديد دوره ليس فقط كتوجيه للفكر والعلم ولكن أيضاً كمكون اقتصادي حيوي.
يتوجه الهواري بن غازي بأول رد له نحو قلبه الحساس لقضايا الثقافة الإنسانية والتفكير النقدي. يقول إن وجود الذكاء الاصطناعي وإن كان مفيداً في تقديم المعلومات والتعلّم الشخصي، فهو محدود القدرة على نقل الشعور بالعاطفة والسلوك الأخلاقي والمشاركة الاجتماعية؛ وهي مهارات تعتبر أساسية لبناء المواطن العالمي المسؤول. هنا يدعو الجامعات المستقبلية لموازنة استعمال التقدم التكنولوجي بالحفاظ على المهارات والقيم البشرية.
ومن ناحية أخرى، تدعم هادية الكتاني كلام الهواري داعية أيضًا إلى ضرورة الحفاظ على توازن دقيق يضمن عدم إهمال الجوانب الإسانية أثناء الانفتاح على التكنولوجيا الجديدة. توضح كلاهما أن هدفهم المشترك هو خلق بيئة تعليمية تضمن تطوير الأفراد الذين هم مجهزون لكل من العالم الرقمي والواقع الإنساني الغني.
هذا النقاش يعكس حقاً الحاجة الملحة لتخطيط واستراتيجية واضحة تحدد كيف يمكننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون المساس بقيمة التجربة التعليمية الإنسانية. إنه دعوة لتطبيق شامل ومتوازن للهندسة الصناعية والروحية مجتمعتين في منظومة واحدة متكاملة.
