في الإسلام، يتعين على المسلمين مسح كامل رأسهم أثناء عملية الوضوء وفقاً لما ورد في القرآن الكريم: "فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ" (المائدة:6). يشترط معظم العلماء -ومنهم المالكية والحنابلة- أن يشملهم المسح الكامل للرأس، خلافاً للحنفية والشافعية الذين يقولون إن مسح البعض كافٍ.
وقد استند أولئك الذين يؤكدون أهمية مسح كل الرأس إلى عدة دلائل، مثل تعميم الأمر القرآني بشأن مسح "رؤوسكم"، مما يعني تشمل كافة مناطق الرأس. بالإضافة إلى ذلك، يتم التأصيل بهذا بناءً على سلوك النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث ثبت أنه لم يقتصر يوماً على مجرد مسح جزء معين من شعره خلال أدائه للمسح المتعلق بالوضوء.
ومع ذلك، أكد العديد من العلماء القدامى والمعاصرين -مثل الإمام ابن عبد البر وابن القيم وغيرهما- أن السنة الشريفة تبين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قام بمسح ناصيته (جزء مقدمة الرأس)، فقد واصل العملية بإتمامها على عمامه التي كانت تحته. ويعتبر الكثيرون أن هذه طريقة لإظهار أهمية تضمين الطرف الآخر من منطقة الشعر ضمن إجراءات المسح.
وفي النهاية، خلصت فتاوى لجنة دائمة وفقه الشيخ ابن عثيمين إلى ضرورة مسح كامل سطح شعر الرأس لأن الآيات تنص بشكل واضح على "برءوسكم"، وليس "بقليل من رؤوسكم". لذا، لو حاول شخص القيام بالوضوء عبر مسح ناصيته فقط بدون باقي فروة الراس فلن يعتبر وضوعه صحيحاً بحسب الفقه المالكي والحنبلي.